الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إنقاذ الشعب السوري

إنقاذ الشعب السوري

09.09.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاحد 8-9-2013
الرسالة القوية والموحدة التي بعث بها وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (28 دولة) في عاصمة ليتوانيا إلى بشار الأسد وتحميله ونظامه مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي شنته مليشياته في ريف دمشق، ربما يعيد الثقة والأمل من جديد للشعب السوري في إمكانية أن يفيق المجتمع الدولي من سباته، ويقوم بواجبه ومسؤولياته إزاء ما يرتكب من جرائم في سوريا. لقد تمكنت دول الاتحاد الأوروبي أخيراً من تجاوز خلافاتها حول سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي "واضح وقوي" على الهجوم الكيماوي، الذي شنته قوات الأسد في 21 أغسطس الماضي، وأسفر عن مقتل المئات من الأطفال والنساء. كما توافق الأوروبيون أيضا على ضرورة إحالة منفذي هذا الهجوم إلى المحكمة الجنائية الدولية. إن هذا التوافق الأوروبي يكتسب أهمية كبرى، كونه يؤشر إلى تعاظم الدعم والمساندة الدولية للرد على نظام الأسد، حيث أصبحت سبع دول من أصل ثمانٍ في مجموعة الثماني، تؤيد رداً قوياً على استخدام السلاح الكيماوي، فضلاً عن أن أكثر من 10 دول، في مقدمتها أمريكا وفرنسا مستعدة للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري. ومع هذا الاجماع الأوروبي، يأتي النداء الذي وجهه مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى المجتمع الدولي، مطالباً بالتدخل الفوري في سوريا بهدف إنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام، ووضع حد لمعاناته المستمرة منذ أكثر من عامين، ليعطي قوة دفع أخرى للتحركات الدولية التي تهدف لردع نظام الأسد، الذي لم يتورع عن استخدام كل الأسلحة المحظورة دولياً ضد شعبه.. إن النداء الخليجي الذي أطلقه الأمين العام لمجلس التعاون، يأتي انطلاقاً من مسؤولية المجلس واستشعاره عمق الأزمة والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تحدث في سوريا، وما يتعرض له الشعب السوري من أعمال إبادة، فضلاً عن تأثير الأزمة وتهديدها للأمن والاستقرار في المنطقة.