الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إنهاء الأزمة السورية للتخلص من "داعش"

إنهاء الأزمة السورية للتخلص من "داعش"

02.07.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 1/7/2014
في الوقت الذي يخطط به ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" للتوسع وزيادة المساحات التي يسيطر عليها، ما زالت الدول صاحبة القرار والقدرة على التحرك مترددة تفكر في إمكانية تحجيمه أو القضاء عليه.
وحين يعلن "تنظيم الدولة" أول من أمس، ما أطلق عليها دولة الخلافة ويبايع زعيمه "خليفة" للمسلمين ويعدل المسمى فيحذف العراق والشام ويبقي على "الدولة الإسلامية" وكأنه يريد أن يمتد بمواقع سيطرته إلى دول ومساحات أخرى، فهناك تساؤلات عن سبب اختيار هذا التوقيت وعن القوة التي صار عليها تنظيم "داعش" حتى يظهر بهذا الشكل متحديا العالم كله، وهل هو قادر فعلا على المواجهة لو تحركت القوى الكبرى ضده؟
إلى ذلك، فإن إبطال "داعش" بحسب بيانه أول من أمس "لشرعية جميع الجماعات والتنظيمات الإسلامية الأخرى، ولا يحلّ لأحد منها أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة" يعني أنه انسلخ تماما عن جلد تنظيم القاعدة وبات مستقلا يرى نفسه أكبر من "القاعدة" وغيره من التنظيمات الأصولية المتشددة ممن استقطبت كثيرا من شباب المسلمين تحت دعاوى الجهاد.
فهل يتنبه العالم من وصول "داعش" بالحلم إلى منتهى الطموح وهو إعلان دولة الخلافة إلى الخطر الذي يتهدده نتيجة تزايد نفوذ وقوة الجماعات المتشددة، وهل تدرك القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية أن تخاذلها عن دعم الشعب السوري في بداية الثورة هو ما جلب الفوضى التي سهل لتلك التنظيمات إيجاد مواقع تعيث فيها وتجذب إليها كثيرا من الشباب المتحمس باسم الجهاد، وهي في حقيقتها لا تجاهد ضد الأنظمة كما في الحالة السورية بل تجاهد من أجل السيطرة على المدن ولا تهتم إلا بمخططات يهدف إليها قادتها، مستغلين العناصر الصغيرة التي جاءت من أنحاء الأرض كوقود لطموحاتهم.
لذلك، ليس كافيا أن يقر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بتزايد قدرات "تنظيم الدولة" واحتمال تهديده لأمن الولايات المتحدة، فتزايد تلك القدرات لم يكن إلا بسبب التراخي الدولي في حسم الأزمة السورية، والأمر غالبا لم يتغير، فالقضاء على "داعش" يتطلب أولا إنهاء الأزمة السورية وتغيير نظام الأسد ووجود حكومة جديدة يلتف حولها الشعب ليطرد داعش من وطنه، وعندها يتغير كثير من المعطيات على أرض الواقع في كل من سورية والعراق.