الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إنهاء دور الكومبارس!

إنهاء دور الكومبارس!

27.02.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الخميس 25-2-2016
  كل ما نسمعه هنا وهناك في الفضائيات المهذارة حول سوريا، ليس اكثر من ترويج يشبه ذبابة الربيع التي لا تعيش أكثر من أربع وعشرين ساعة.
كان واضحاً منذ البداية ان اي اتفاق أميركي – روسي إنما هو إلغاء للقوى المحلية والإقليمية المتصارعة. وإذا قرر القطبان أن تبدأ عملية وقف الأعمال العدائية بعد غد السبت، فان هذا القرار ليس خاضعاً لنوايا النظام الحسنة وصدقيته، أو موافقة إيران وتركيا. فلا يمكن أن تجر الكارثة السورية الدول الكبرى إلى حرب لم يخطط لها أحد.
أسئلة كثيرة يطرحها الكثيرون حول عُقد الصراع. وهذه الأسئلة طرحها الأميركان على الروس، والروس على الأميركان ووضع الطرفان لها سيناريو واضحا يتناول التفاصيل. وحتى حين يلعب النظام لعبة الانتخابات المُحددة بـ13 نيسان.. فإنه يحاول أن يتذاكى على موسكو وواشنطن،.. حتى لو أن أحداً منهما لم يجد الوقت لينفي هذا الموعد.
عبدالله الثاني عقد اجتماعه أمس مع الرئيس الأميركي أوباما، كما كانت تنعقد الاجتماعات بين أصدقاء في جو من الثقة والاحترام. فقد كسبت الولايات المتحدة حليفاً قوياً في الأردن، وكسب الأردن حليفاً حقيقياً في منطقة مفككة، متفجرة، ليست مكسباً لصديق ولا خسارة لعدو. ونحن نفخر بأن جلالة القائد يعرف طريقه إلى البيت الأبيض ويكسب صداقته، ويعرف طريقه إلى الكرملين، ويكسب احترامه واحترام مصالحه. وحين تستقبل أوروبا أو الصين أو اليابان جلالته، فإنه لم يعد، ولو مرّة، غير راضٍ.. فهو في هذه العواصم الكبرى القائد الذي يحترم شعبه، ويحترم كلمته، ويفهم لغة العالم والسياسة.
ومثلما اجتمع قادة العالم في عمان لتقديم احترامهم وعزائهم للراحل العظيم الحسين، فإن هذا الاجتماع ما يزال قائما حول عمّان، وسيدها عبدالله الثاني.
بالنسبة للمرحلة المقبلة من حياة سوريا، فإننا ساهمنا بتقديم الرعاية والرفادة لشعبها دون أن نمس كرامته الوطنية بأي تدخل غير الحزن على وطن يمزق. وسنساهم قطعاً في استقرار سوريا وعودتها الى مكانتها العربية دون ديكتاتوريات وديكتاتوريين. فالشعب السوري هو البطل، وهو صانع إرادته الحرّة، وهو الخالد إلى الأبد.
للكثيرين حول سوريا أن يتبجحوا ويصطنعوا البطولات، فقد قتلوا مئات آلاف السوريين، ودمروا مدن سوريا، وارغموا مئات الآلاف على النزوح والهجرة.. والجوع والعُري والخراب النفسي والأخلاقي.
ونحن لسنا منهم