الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إنها لعبة أمم جديدة !

إنها لعبة أمم جديدة !

30.09.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد 29/9/2013
لا يمكن الإطمئنان إلى هذا التحول الإيراني بشأن محاولات إنتاج أسلحة نووية منذ سنوات عدة سابقة إلاَّ إذا رُبطت الأقوال بالأفعال وإذا اتُّخذت خطوات ملموسة في هذا المجال وبناء على جدول زمني محدد وبالأيام يجنب هذه العملية ألاعيب ومناورات الإيرانيين المعهودة والمعروفة ويحول دون إستغلالهم لعامل الوقت ليفاجئوا العالم بوضعه أمام الأمر الواقع وحيث يرفع يديه ويسلم بأن هذا البلد قد أصبح عضواً حقيقياً في المنظومة الذرية ولأغراض عسكرية.
لقد أبدى الرئيس باراك أوباما ،بعد إتصاله الهاتفي بالرئيس الإيراني حسن روحاني، تفاؤلاً أكثر من اللزوم دفعه للقول أنه يعتبر ملف إيران النووي بحكم المنتهي وحقيقة أن هذا التسرع الأكثر من اللزوم يعني أنَّ الأميركيين حتى على مستوى البيت الأبيض و»البنتاغون» والـ»سي.آي.أيه» ورغم هذا التاريخ الطويل مع الشرق الأوسط لا يعرفون «العقلية» الفارسية ولا يدركون أن لغة فارس حمالة أوجه كثيرة وأن «الفارسي» وهو يقول شيئاً يعني شيئا ً وبصورة مغايرة تماماً.
وهنا فإنه لا يمكن «تصديق» أنَّ هذا التحول الإيراني قد جاء مفاجئاً مع مجيء هذا «المعمم» حسن روحاني إلى موقع الرئاسة الإيرانية والمؤكد أن مسيرة طويلة من الإتصالات العلنية والسرية قد وصلت إلى نهايتها وأنها أنجزت تقدماً بالنسبة لملف إيران النووي المرتبط بإنهاء ملف سوريا الكيمياوي ستكشف الأيام القريبة جداً أنه بالأساس جزءاً من «لعبة أمم» جديدة وأنه صفقة ثنائية بين اللاعِبيْن الرئيسيين اللاعب الأميركي واللاعب الروسي.
إنَّ ما لا مجال وإطلاقاً للجدال فيه هو أن المستفيد الرئيسي من هذه الصفقة هو إسرائيل وعلى غرار صفقة تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية التي ستترتب عليها حسابات كثيرة من بينها التخلص من هذا النظام الذي إستخدمه الروس كـ»بيْدق» صغير على رقعة شطرنج اللعبة الدولية الجديدة في هذا الشرق الأوسط الذي بقي ميداناً لألاعيب الأمم منذ أنْ أصبحت الإمبراطورية العثمانية رجلاً مريضاً وإنتهت إلى النهاية المعروفة في الحرب العالمية الأولى وتقاسمت التركة التي خلفتها الدول المنتصرة في هذه الحرب فكان أنْ تمزق الوطن العربي كل هذا التمزق وأصبحت هناك كل هذه الكيانات «المايكروسكوبية» التي هي أكثر من الهموم على القلب.
وهكذا فإن المفترض أن يكون العرب إلى جانب إيران في مساعيها ومحاولاتها هذه لإنتاج الأسلحة النووية إنْ في عهد الشاه محمد رضا بهلوي وإن في عهد الثورة الخمينية لو أن الإيرانيين إن أيضاً في عهد الشاه السابق وفي عهد الجمهورية الإسلامية لم يستهدفوا المنطقة العربية كلها بأحلامهم وتطلعاتهم الفارسية القديمة التي من المفترض أن الإسلام العظيم قد «جبَّها» مع كل ما جب مما قبله ولو أنهـم لم يتمادوا في التطاول والتدخل في شؤون «أشقائهم» العرب الداخلية وبدوافـع طائفية-سياسية لا علاقة لها بآل بيت رسول الله ولا بالحسين وكربلاء ولا بالمهدي الغائب ،ردَّ الله غربته، ولا بالولي الفقيه وصدر الدين أردبيلي.
لقد خفنا من حصول إيران على السلاح النووي وقاومنا مساعيها في هذا المجال لأننا ومعنا كل الحق شعرنا أنه يستهدفنا ولأننا لمس اليد وبالأدلة القاطعة أن مشروع الإيرانيين الفارسي هذا في إتجاه عمق وطننا العربي حقيقي وفعلي وليس مجرد أوهام قومية وإن إسرائيل هي مجرد غطاءٍ لإستهدافنا ولذلك فإننا نقول الآن للرئيس حسن روحاني وللولي الفقيه علي خامنئي إن أكثر ما نخشاه هو أن هدف هذه الصفقة التي تحاولون إبرامها مع الغرب ومع الأميركيين بشكل خاص هو السماح لكم بالممكن من مشروعكم هذا الآنف الذكر.. والمقابل بالطبع هو إعترافكم بالدولة الإسرائيلية والتخلي عن تهديداتكم الإستعراضية لها وهو أيضاً العودة إلى مواقف «شاهكم» السابق بالنسبة للقضية الفلسطينية وباقي القضايا العربية.
ولذلك وحتى تقنعوننا بعكس كل هذه المخاوف التي تعتبرونها مجرد أوهام لا حقيقة لها فإن عليكم أن تنسحبوا من سوريا أنتم وحزب الله وباقي ميليشياتكم الطائفية وأن تتركوا هذا البلد العربي وشأنه وإن عليكم أن توقفوا تدخلكم البشع والشنيع في العراق وأن تتخلوا عنْ إعتبار الشيعة العرب في دولهم وأقطارهم مجرد جاليات إيرانية تشكل رؤوس جسور لنفوذكم الذي تسعون إليه في المنطقة العربية.