الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران التي نريدها !

إيران التي نريدها !

23.07.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاربعاء 22/7/2015
غير معروف من هو صاحب القرار الفعلي في إيران هل هو مرشد الثورة علي خامنئي, الذي بعد توقيع اتفاق الإذعان للإرادة الأوروبية والإرادة الأميركية, أكد على استمرار تدخل بلاده بشؤون العراق وسورية واليمن والبحرين الداخلية أم هو الرئيس حسن روحاني الذي تحدث عن أن طهران غدت معنية بالانفتاح على دول المنطقة وبالطبع فإن المفترض أن المقصود هو الدول العربية . ربما أن مرشد الثورة بحكم موقعه أراد أن يقول للشعب الإيراني أنَّه هو الرابح في صفقة الاتفاق النووي, التي وقعتها إيران مرغمة وتحت ضغط العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, ما دام أن الأميركيين والأوروبيين قد وافقوا على إطلاق يدها في هذه المنطقة وما دام أنهم لم يثيروا مسألة تمددها في العراق وسورية واليمن ومسألة استهدافها لمملكة البحرين لا من قريب ولا من بعيد .  وحقيقة أن سكوت الأميركيين والأوروبيين على هذه المسألة, مسألة التدخل الإيراني السافر في الشؤون العربية, وعدم إثارتها لا في المفاوضات "الماراثيونية" الطويلة ولا في نصوص الاتفاق المعلن الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه الدائمين يعني أن وراء الأكمة ما وراءها وأن هؤلاء, أي مجموعة "5الاربعاء 22/7/20151" ليس لها أي اعتراض على ما تفعله إيران في هذه المنطقة بل وربما أنهم يريدونه وموافقون عليه ولأسباب متعددة وكثيرة .  وهنا فإن ما تجب الإشارة إليه هو أن ما يعنينا أكثر من امتلاك إيران للسلاح النووي هو ألَّا يفعل نظام الولي الفقيه في منطقتنا هذا الذي يفعله وهو ألَّا يكون كل هذا التمدد الإيراني الطائفي والمذهبي في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي لبنان وكل هذا الاستهداف لبعض دول الخليج العربي وبخاصة مملكة البحرين .  لقد كان على إيران, التي من المفترض أنها تعرف أن الغرب لا يسمح بامتلاك السلاح النووي خوفاً على إسرائيل وليس خوفاً على هذه المنطقة ودولها العربية, أن تسعى ليس في الآونة الأخيرة فقط بل ومنذ انتصار ثورتها في عام 1979 إلى القفز من فوق مرحلة الشاة التي تخللتها منغصات كثيرة وإن تقيم علاقات حسن جوار ومصالح مشتركة مع أشقائها العرب وحقيقة أن هذا أهم كثيراً من امتلاك القنبلة النووية وأهم كثيراً من إيجاد بؤر طائفية مرتبطة بطهران في العديد من الدول العربية .  والآن وقد أُرغمت إيران على توقيع هذا الاتفاق المذل الذي من العيب والعار وصفه بأنه "انجاز تاريخي" فإنَّ المفترض ألَّا يُطلق مرشد الثورة هذه التصريحات الاستفزازية التي أطلقها وإنَّ المفترض أن يكون الهدف في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة هو انفتاح إيران على أشقائها العرب الذين لديهم كلهم الرغبة في أن يقفوا هُمْ والإيرانيون والأتراك في خندق واحد لصد هذه الهجمة الظلامية التي تهددهم جميعاً ولمواجهة هذه التحديات التي تستهدفهم