الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران.. العائق الوحيد أمام "جنيف2"

إيران.. العائق الوحيد أمام "جنيف2"

15.01.2014
الوطن السعودية


الثلاثاء 14/1/2014
اجتماع وزير الخارجية الأميركي بنظيره الروسي والأخضر الإبراهيمي في باريس أمس، يؤكد وجود عوائق كثيرة أمام انعقاد مؤتمر جنيف2 المقرر في 22 يناير الجاري.
وزير الخارجية الروسي ألمح إلى أن "الظروف غير مهيأة الآن لعقد هذا المؤتمر"! كما يشدد سيرجي لافروف على ضرورة أن تحضر إيران إلى المؤتمر، بينما يرد جون كيري بأن حضور إيران مرتبط بقبولها مبدأ "الانتقال السياسي في سورية".
يبدو أن مشاركة إيران في "جنيف2" أصبحت عقدة جديدة أمام هذا المؤتمر، ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني سيطير إلى دمشق ثم إلى موسكو الخميس المقبل للقاء نظيره الروسي والرئيس فلاديمير بوتين. حضور طهران على طاولة "جنيف2" لم يحسم بعد، وربما كان هذا الحضور الورقة الأقوى في يد إيران لإبقاء نظام الأسد أطول فترة ممكنة، يساعدها في ذلك إصرار إدارة أوباما على الحل السياسي وصمود الموقف الروسي من هذه الأزمة.
فشل المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية ـ حتى الآن ـ يعود إلى أسباب عدة عملت على إيجادها أنظمة طهران وموسكو ودمشق، وأذرعها في المنطقة، وأهمها استدراج الجماعات الإرهابية إلى سورية؛ لتشويه الثورة الشعبية ضد نظام الأسد، ومن ثم تحويل الثورة إلى صراع طائفي، وبالتالي القضاء على مشروعية الثورة، وسد الباب أمام بدائل سياسية أخرى لنظام بشار، والرابحون من هذه السياسة هم الروس أولا؛ لخنق هذه الجماعات وضمان عدم تمددها شمالا إلى بلاد القوقاز، إضافة إلى إبقاء مصالح الروس على شاطئ المتوسط في منطقة حيوية كالشرق الأوسط، لم تستطع موسكو لعقود أن تضمن لمصالحها مكانا فيها. أما النظام السوري فغاياته واضحة لا تحتاج إلى تأكيد، وتبقى إيران التي تعمل بكل الوسائل لإبقاء نظام بشار، حتى تشتد ورقة الضغط هذه ـ الأزمة السورية ـ أمام طاولة الملف النووي، وتنفيذ الاتفاق المبدئي بخصوصه، وضمان تمدد إيران في المناطق العربية الأخرى كلبنان والعراق، فضلا عن الملفات المتعلقة بالتدخل الإيراني في الخليج العربي.
بقيت 9 أيام فقط على انعقاد "جنيف2"، ولكن تصريح وزير الخارجية الروسي يجب أن يؤخذ من قبل المجتمع الدولي على محمل الجد، مثلما ينبغي أن تؤخذ زيارتي ظريف إلى دمشق وموسكو على محمل الجد أيضا.