الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران.. الكذبة لا تصمد أمام الحقيقة!!

إيران.. الكذبة لا تصمد أمام الحقيقة!!

03.02.2014
يوسف الكويليت


الرياض
الاحد 2/2/2014
    إيران لا تدير سياستها بغباء، وإنما بعقلية وسلوك "ميكافيللي"، ويبدو أن لتراثها علاقة مباشرة ضاعفها مبدأ "التقية" ولذلك تداخلت مدرستها مع المدرسة البريطانية، مع الفارق أن لندن استطاعت وإلى اليوم أن تملك أكبر خبراء في الشأن العالمي، بينما إيران تعتمد أسلوب عدم الثقة حتى بشعوبها في الداخل، وترى في العرق الآري الذي تنتمي إليه ما يعطيها حق التفوق على الأجناس الأخرى، وفي صلب هذه العقيدة، ظلت الأكثر اضطراباً في نهجها..
مع العرب لا توجد بدايات أو نهايات لتاريخ سعيد؛ لأنها في عمق شعورها الباطن ترى العداوة معهم ثابتة وأزلية، وأكبر إحدى الخدع السياسية أنها تسعى لتحرير فلسطين، فيما الكل يعرف أن علاقاتها مع هذا العدو تتطابق مع الأهداف لأن كل الأدبيات التي تصدر عن البلدين نرى فيها نفس المنطلقات والأفكار لدرجة أن إسرائيل ظلت الداعم المركزي لإيران في الحرب مع العراق في عصر الخميني الذي ظل يعلن ويبشر بأفكار وحدة العالم الإسلامي، بينما هو يتآمر عليه من خلال لقاءاته مع أكبر أعدائه..
لنذهب لما هو أهم، ومن خلال واقعة قائمة وثابتة يشاهدها كل العالم، وتكذّب جميع الادعاءات التي تصدر عن ساسة إيران فالفلسطينيون في مخيم اليرموك، يصلّون في فروضهم الخمسة كل يوم على عشرات الموتى من الجوع، وبحصار من لعبتها في لبنان حزب الله، إلى جانب شبيحة الأسد وهي عملياً تنفذ أهدافاً إسرائيلية، لأن كل شهيد أو قتيل بأي سلاح، يؤكد أنها حصلت على نهاية فلسطيني ظل على خط النار معها، ثم ما ذنب الشعب السوري الذي يُقتل بقوتها العسكرية ودعمها المادي من خلال حزبيْ الله في لبنان والعراق، وجنود وخبراء من قبلها، ثم نرى في تصريحات مسؤوليها أن العرب وتحديداً المملكة أكثر عداء لها من إسرائيل، دون أن تفهم ماذا تعمل وتدعي؟
الأكثر غرابة أن المناظر المؤلمة وغير الإنسانية في مخيم اليرموك ورؤية الناس وهم يأكلون الأعشاب وسط سقوط البراميل المتفجرة، لا نجد إزاءها لحماس، أي رد فعل إيجابي ينتقد حزب الله أو إيران، ونظام الأسد، فهل تغلبت المصالح بين القيادات في كلا الطرفين على مأساة إنسانية، في الوقت الذي نجد ما يقال بأنها تحارب الجيش المصري من خلال فصائلها في سيناء، ومثل هذه المواقف لا تخدم القضية، وتزيد من عزلتها خاصة وأن حماس أصبحت تتخذ سلوكاً سيجعلها تدفع الثمن بين كل من نشرت خلافاتها معهم، وتعطي لإسرائيل فرصة أن تقوم بكل الإجراءات التي تحاصرها عسكرياً، وترى فيه ليس عدواً لها فقط وإنما في علاقاتها مع أطراف على عداء مع العرب، سواء إيران أو غيرها..
إيران شكّلت لها عملاء وهي طبيعة أي مناطق يسودها الاضطراب لكنها في الحالة العربية بدأت تدخل في تشابك الصراعات السياسية والمذهبية وكما هي عادة أي مواطن عندما يعود لمنبته وأرضه ومكوّنه الأساسي، ستجد نفسها في حالة حرب حتى مع مناصريها في سورية ولبنان والعراق، وفلسطين لأن الكذبة لا تعيش في قلب الحقيقة مهما اتسع لها الزمن..