الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران المشكلة

إيران المشكلة

15.10.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 14-10-2014
لا نحتاج إلى التأكيد على أن إيران لن تتوقف عن ممارساتها الفوضوية في المنطقة العربية، ما لم تحقق طموحاتها التوسعية. هذه المسألة بالنسبة لنظام الملالي في طهران مسألة وجودية. هذا المشروع الفارسي الذي يعتمد في تمدده على إذكاء الطائفية واستغلال القضية الفلسطينية لن يتوقف، لأن شرعية النظام وكيانه باتا مرهونين بهذا المشروع التوسعي. لكن اللغة الدبلوماسية الإيرانية لا تعبر عن هذه السياسة، وتعمد إلى الحديث عن حسن الجوار وأمن المنطقة، وغير ذلك من مصطلحات المناورة الناعمة في الحديث الدبلوماسي الإيراني، فهذا النظام، وبعكس الأنظمة الأخرى كالولايات المتحدة، أو حتى تركيا، لا يمتلك رؤى أخلاقية في العمل السياسي، يستطيع من خلالها إحداث التأثير الإعلامي المطلوب لدولة تطمح في نفوذ إقليمي.
وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أوضح موقف المملكة بشأن سياسات طهران في المنطقة، وكان حديثه واضحا وقاطعا ومباشرا، ومعبرا عن رؤية الأنظمة والشعوب العربية تجاه الجار الفارسي. سمو وزير الخارجية أوضح أنه "ليس هناك تحفظ على إيران كوطن ومواطنين، وإنما التحفظ على سياسة إيران في المنطقة". واعتبر أن "إيران جزء من المشكلة، لا من الحل". هذا القول ينطبق على مواقف إيران في سورية واليمن ولبنان حاليا.
لا يمكن إغفال دور الخطاب الأخلاقي في العمل السياسي، وهذا الخطاب يعبر عن وجدان الشعوب والنخب العربية تجاه سياسات طهران، فوزير خارجية المملكة يؤكد أنه لا تحفظ على وطن وأمة كإيران، لكن التحفظ على السياسة الإيرانية: أي على اللعب بالورقة الطائفية، واحتلال سورية، ودعم النظام الفاقد للشرعية هناك، والتدخل في البحرين، واحتلال الجزر الإماراتية، والعبث بالدولة اللبنانية وتفكيك نسيجها الوطني، وبسط النفوذ المتزايد في العراق، وإدخال اليمن في أزمة سياسية ووطنية عميقة.
الأمة العربية بحاجة ماسة -في هذا الوقت- إلى التكتل خلف دول الاعتدال في المنطقة، المملكة ومصر والإمارات والأردن والبحرين والكويت، لتبني استراتيجية واضحة تحد من النفوذ الإيراني في البلدان العربية، فإيران تستغل الحرب على الإرهاب لتحقيق مكاسب سريعة على الأرض في سورية والعراق واليمن ولبنان، وإن كان الخليج قد استعصى على تغلغل طهران إلا أن الخطر لا يزال قائما ما دامت أزمة اليمن بالذات قائمة.