الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران توسع نفوذها في شرق سوريا وتدشن قاعدة عسكرية لميليشيا "الحرس الثوري"

إيران توسع نفوذها في شرق سوريا وتدشن قاعدة عسكرية لميليشيا "الحرس الثوري"

15.12.2019
هبة محمد



القدس العربي
السبت 14/12/2019
دمشق – "القدس العربي": قالت مصادر مطلعة لـ "القدس العربي" إن إيران دشنت قاعدة عسكرية خاصة بـ"الحرس الثوري" في مدينة البوكمال الحدودية، في ريف دير الزور، شمال شرقي سوريا، كموقع لحماية المعبر البري الذي تنوي افتتاحه بين الأراضي العراقية والسورية.
وكشفت المصدر أن "الحرس الثوري" استقدم في السابع عشر من شهر آب/أغسطس الماضي، أبنية مسبقة الصنع، وحفر خنادق على الطريق الواصل بين مدينة البوكمال ومحطة "الكم" النفطية شرق دير الزور، حيث نشر مدرعات عسكرية تابعة له في المحطة النفطية، وفي محيط القاعدة العسكرية الجديدة، التي أطلق عليها اسم "قاعدة الإمام علي" وذلك بالتزامن مع إفراغ إيران لمقار عسكرية تابعة لها في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، خلال الفترة ذاتها.
عبد الرحمن عمر، الخبير السوري، لدى موقع " إيران إنسايدر" الإيراني، رجح في حديث مع "القدس العربي" أن تكون القاعدة العسكرية نقطة لإدارة وحماية المعبر البري بين العراق وسوريا، المزمع افتتاحه، وأوضح ان القاعدة تأسست بعد زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى محافظة دير الزور، واجتماعه بقادة ميليشيا "فاطميون" الإيراني، وحزب الله اللبناني وحزب الله العراقي، والحرس الثوري الإيراني، نهاية شهر حزيران/يونيو الفائت.
وكشفت صحيفة إسرائيلية تفاصيل جديدة عن "قاعدة الإمام علي" الإيرانية على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أن القاعدة الجديدة الواقعة قرب مدينة البوكمال، تمتد على مساحة تقدر بنحو 20 كيلومتراً مربعاً وتحتوي على 30 كيلومتراً من الطرق الداخلية، وترتبط بقاعدة "تي فور" الاستراتيجية التي تبعد نحو 290 كيلومتراً إلى الغرب، عبر طرق صحراوية.
وأكدت الصحيفة أن عناصر من ميليشيا حزب الله العراقي الموالية لإيران هم من يسيطرون على القاعدة العسكرية، معتبرة أنها "ارتفعت فجأة مثل سراب من الصحراء خلال الأشهر القليلة الماضية، ومنذ وقت ليس ببعيد كانت المنطقة مجرد كثبان رملية ومناظر طبيعية جافة".
ومن الممكن أن تلعب ميليشيا حزب الله العراقي دوراً ثلاثياً في هذه المنطقة، حسب وصف المصدر، الأول يتمثل في إمكانية مساعدة العراق على تأمينها لأن ميليشيا حزب الله هي جزء من قوات الحشد الشعبي وبالتالي هي جزء من القوات شبه العسكرية الرسمية في العراق، وثانياً يمكن أن تقوم هذه الميليشيات بتوسيع نفوذها شمالا نحو دير الزور، ويمكنها أيضاً أن تساعد إيران في السيطرة على المنطقة الحدودية الرئيسية.
وكانت القاعدة الإيرانية قد تعرضت لضربة جوية العام الفائت، لكن مستودعات الأسلحة بدأت تظهر بعد تلك الهجمات، وبحلول صيف عام 2019 توسعت المستودعات على ثماني مناطق، حسب الصحيفة الإسرائيلية، التي أضافت أيضاً "أن طريقة بناء قاعدة "الإمام علي" لم تكن اعتيادية، حيث لا توجد فيها ثكنات أو حتى طرق معبدة، وتم بناؤها بدلاً من ذلك كمجموعة من المستودعات، لتظهر وكأنها جزء من طبيعة المنطقة الصحراوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطوط السكك الحديدية في المنطقة غير نشطة وهي قيد التطوير، وتمتد شمالاً إلى دير الزور، لافتة إلى أن هناك طريقاً آخر يربط منطقة قاعدة الإمام علي بمطار يسمى "تي تو" على بعد حوالي 60 كيلومتراً إلى الغرب، وبعدها يمتد الطريق لنحو 126 كيلومتراً ليصل لقاعدة أخرى تابعة للنظام السوري تسمى "تي ثري" وعلى بعد 93 كيلومتراً تصل إلى المحطة الأخيرة حيث منشأة إيرانية رئيسية تسمى "تي فور" ومطار التياس العسكري.
وكانت إيران أطلقت عملية واسعة لتحصين مواقعها العسكرية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في محافظة ديرالزور، ووفق شبكة "دير الزور 24"؛ فإن الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، عملوا على إنشاء قواعد عسكرية جديدة بالقرب من سوق الأغنام في مدينة الميادين بعد الاستيلاء على المنطقة، وحولوها إلى مقار عسكرية، وأضافت الشبكة، أن تجهيز المقرات العسكرية الجديدة تجري بدعم وإشراف منظمتي "مرحبا جهاد" و"الحسين" الإيرانيتين، لافتة إلى ان تلك القواعد مخصصة للعناصر الجدد الذين انتسبوا للحرس الثوري الإيراني في منطقة دير الزور، بالإضافة إلى تأمين محيط المنطقة ونشر الحواجز لمنع اقتراب المدنيين منها.
تواصل إيران تحركاتها لاستقطاب المزيد من السوريين عبر القوة الناعمة، من خلال استغلالها الحالة الاقتصادية الصعبة للسكان، إذ تدفع ايران مبالغ مالية جيدة للمجندين لديها مستغلة حاجة السكان غرب الفرات.
وتزود ايران عوائل مجنديها من السوريين، بالمساعدات الإنسانية والغذائية من خلال المطابخ الخيرية وغيرها من المراكز الخدمية، إضافة إلى تقديم الرواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولاراً أمريكياً، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أن أكثر من 7850 سوريا من المطلوبين للنظام السوري، في قضايا أمنية، انتسبوا إلى الميليشيات الإيرانية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من شمال شرقي سوريا ودخول قوات النظام إلى المنطقة بعد عملية "نبع السلام" التركية، حيث رصد انضمام المئات من أبناء محافظة دير الزور إلى الميليشيات الإيرانية، بهدف إجبار النظام على عدم ملاحقتهم كونهم باتوا جزءًا من الميليشيات الإيرانية.
ولفت المرصد إلى تزايد أعداد المتطوعين في صفوف الميليشيات الإيرانية حيث ارتفع عدد الشبان والرجال السوريين المنتسبين للميليشيات الإيرانية إلى نحو 3215، ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، إذ تعمد المليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد، تزامناً مع انشغال الجانب الروسي بالعمليات العسكرية والاتفاقات الأخيرة مع تركيا فيما يتعلق بالمنطقة الشمالية الغربية من سوريا.