الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران.. "داعش" السوريين العلويين!

إيران.. "داعش" السوريين العلويين!

03.05.2015
منار الرشواني



الغد الاردنية
السبت 2-5-2015
يُفترض أن السمة العامة، الواضحة تماماً، للتدخلات الإيرانية في العالم العربي، إنما تتمثل في استغلال مطالب أو مظالم المواطنين العرب الشيعة في غير دولة، مع تقديم إيران نفسها حامية للطائفة في هذه البلدان. وبغض النظر عن مآرب هذا الاستغلال، إلا أن الموقف الإيراني في سورية، تجاه السوريين العلويين، يبدو نقيض ذلك تماماً.
فاليوم، تبدو إيران بالنسبة لأبناء الطائفة السورية، أشبه ما تكون بتنظيم "داعش" الإرهابي بالنسبة للسُنة في العراق خصوصاً.
إذ بشديد بساطة، وكما بات جلياً على امتداد سنوات الثورة والحرب في سورية، فإن محصلة ما فعلته وتفعله إيران بالسوريين العلويين، الذين تدعي حمايتهم مختصرين بشخص بشار الأسد، لا يعدو أن يكون إلقاؤهم إلى التهلكة حاضراً ومستقبلاً، في حرب عبثية ضد الشعب السوري. وبذلك تكاد تكون طهران المسؤول الأول والأخير عن كل ضحايا وقتلى أبناء الطائفة، تماماً كما أن "داعش" مسؤول عن قتل عدد من أبناء السُنّة الذين يدعي تمثيلهم وحمايتهم، يفوق عدد كل من قتلهم من أبناء الأديان والطوائف الأخرى، ربما مجتمعين!
وجه التشابه الآخر والأهم، بين إيران و"داعش"، يبدو في أن المواطنين السوريين العلويين يعرفون تماماً ما ترتكبه إيران بحقهم، لأجل مصالحها الخاصة. لكنهم، إزاء ذلك، يعدمون البديل للتخلص من وحش "داعش الإيراني"، قناعة منهم بأنهم لن يحصدوا إلا الموت أيضاً على يد المعارضة السورية، على اختلاف انتماءاتها وأيديولوجياتها. وهو ما يطابق حرفياً المخاوف التي تتملك أهل السُنّة في العراق تحديداً، من أن بديل مجازر "داعش" ليس إلا مجازر أشد بشاعة -تحققت فعلاً- على يد المليشيات الإيرانية الطائفية التي تهيمن على قوات الجيش والأمن العراقية. بل إذا كانت هناك أصوات عراقية سُنّية، تعلن عداءها لتنظيم "داعش"، ورغبتها في قتاله لولا امتناع الحكومة العراقية عن تقديم السلاح والعتاد؛ فإنه من غير المسموح للسوريين العلويين في الداخل رفع صوتهم ضد جرائم إيران والأسد بحق الشعب السوري عموماً، وضمنه العلويون. وليزداد بذلك تماسك الحلقة المفرغة المدمرة في الحالة السورية.
فمع استمرار الحرب، لاسيما باللجوء إلا خيار الدمار الشامل والمذابح بحق المدنيين، كما يفعل نظام الأسد الآن خصوصاً، لا تتعمق إلا أزمة السوريين العلويين، بتعمق مشاعر الحقد لدى ذوي ضحايا الأسد الذين باتوا يمتدونا على مساحة سورية.
هكذا، قد تبدو مثالية حد السذاجة، الدعوة إلى مخاطبة السوريين العلويين بما يطمئنهم أن ثمة بديلا حقيقيا للموت حتى آخر إنسان لأجل الأسد! لكن سورية، وكل السوريين، لا يملكون خياراً آخر. فكل يوم تُختصر فيه الحرب، بالاعتراف بإنسانية ومواطنة كل السوريين، نقيضاً لما فعل الأسد، يعني حقن دماء مئات وربما آلاف السوريين، من كل الطوائف والأعراق. كما علينا تذكر حقيقة أن غالبية السوريين العلويين، لم تكن مستفيدة بأي شكل من استبداد الأسد وفساده، وإنما استُخدمت حطباً في محرقة الإصرار على التمسك بكرسي السلطة وقبله الحفاظ على مكاسب الفساد والاستبداد طوال عقود برفض كل إصلاح. وبين المعارضين أنفسهم، سوريون علويون، كما من كل الطوائف، ممن رفعوا الصوت عالياً مع الثورة من يومها الأول.
فليكن هؤلاء المعارضون الآن ممثلي السوريين العلويين، وليس الأسد وبطانته القاتلة الفاسدة.