الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران عامل عدم استقرار في المنطقة

إيران عامل عدم استقرار في المنطقة

14.10.2014
اليوم السعودية



الاثنين 13-10-2014
بعيد الحرب الإيرانية على العراق 1980- 1988، نصح الرئيس العراقي صدام حسين باستغلال أي فرصة سانحة لوقف الحرب، غير ان تقارير الاستخبارات العراقية آنذاك كانت تؤكد ان الحرب مفروضة على العراق، وأن الخميني جاء ولديه اجندة فارسية وغربية لضرب أمن واستقرار ووحدة العراق والعرب، وعندما اوقفت الحرب أوزارها، اشتغلت الاستخبارات الدولية في دفع الجيش العراقي لفرض استحقاقات داخلية، ولم يكن هناك من خيار، سوى الاصلاحات الداخلية، وحل مجلس قيادة الثورة، وإقامة دولة القانون والمؤسسات، ولم يمهل العراق كثيرا، حتى غزا الكويت عام 1990، وهو الامر الذي كاد ان يصيب وزير دفاعه آنذاك عبدالجبار شنشل بالسكتة القلبية، فهو رجل دولة وعسكري من طراز رفيع، اعتبر ما جرى خطوة نحو تدمير العراق والجيش العراقي.
وفي العام 1975 زار الرئيس الفرنسي جاك شيراك بغداد، وكان حينها عمدة باريس، وزار الجامعات والمصانع العراقية، واطلع على المستشفيات وشبكة الطرق، والتنمية الحقيقية التي يعيشها العراق، فقال في ختام زيارته تلك بأن العراق اذا استطاع مواصلة طريقه بنفس الاسلوب خلال السنوات العشر القادمة سيكون دولة شرق أوسطية مهمة، لكن نبوءة شيراك لم تتجاوز السنوات الخمس، حتى اصبحت الثورة الايرانية أداة غدر وتدخل في الامن القومي العربي.
منذ تلك السنوات وإيران تخطط وتهدر اموالها وثرواتها لخدمة مخططاتها وأوراقها الاقليمية، فهي وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال السنوات الثماني في حربها مع العراق، الا انها كانت على توافق استراتيجي مع المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة، ولهذا كانت نظريتها تقسيم الاسلام الى اسلام طائفي، وتقسيم المنطقة الى مناطق صراع ونفوذ، ولهذا فهي سبب رئيس في عدم الاستقرار الاقليمي، في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وأيضا ضالعة في حالة عدم الاستقرار في ليبيا.
لقد انكشفت اللعبة الايرانية في الانفتاح الكبير على الحركات المتطرفة والتنظيمات الارهابية من تنظيم القاعدة وداعش وسرايا خرسان الى فرق الموت الطائفية، وعمليات القتل على الهوية، بعدما كانت المنطقة آمنة ومستقرة، وتعيش حالة من التجانس الاجتماعي في العراق وسوريا واليمن على الخصوص، ولهذا فإن طهران وهي تقوم بتحريك أدواتها في كل مكان، فهي غير مؤمنة او داعمة للامن والاستقرار الاقليمي، بل ان لعبة شد الاطراف، وممارسة التشنج والتعصب الطائفي جاءت عقب الثورة الايرانية مباشرة وخطابها الطائفي ومخططاتها الرامية لتصدير الثورة والبحث عن النفوذ الاقليمي.
ما يحدث في سوريا والعراق واليمن، شاهد واضح على رغبة ايران واستراتيجيتها في تعزيز حالة التوتر في المنطقة، ولعل السبب الرئيس في الانخراط الايراني في عمليات تقويض هذا الاستقرار ناجم عن دخول ايران في مخطط واضح لإضعاف الدولة العربية، وضرب الاستقرار الاجتماعي والتسامح الوطني، فهي لا تقل خطورة عن الخطر الاسرائيلي في المنطقة، لا بل وظلم ذوي القربى أشد مضاضة وأبلى.
إيران التي خططت في الثمانينيات الى ضرب البنى والمنشآت الاقتصادية والحيوية والنفطية في بلادنا، كانت مصابة بعقدة الدور، وعقدة التوظيف الامثل للموارد في بلادنا وعقدة الامن والاستقرار والحكمة والعقلانية التي نعيشها في عالم متقلب وإقليم مضطرب تسوده الفوضى.
واليوم وإيران تمارس حالة العداء والرغبة بالانتقام من ما هو عربي، وتتلذذ بأعمال القتل والتدمير، فهي وللأسف تقاتل العربي بالعربي من خلال استخدامها وتوظيفها العامل المذهبي لخدمة مصالحها في المنطقة، ولهذا تقاطعت طهران مع رجال الدين والرموز الشيعية العربية ذات الاستقلالية والتي وجدت أنها جزء رئيس من هذه الأمة ومن رسالتها السمحة، وانها على تقاطع كبير وولاية الفقيه، الولاية الصفوية والسياسية والتبعية لإيران.