الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران عقوبات لتمويه التفاهمات؟!

إيران عقوبات لتمويه التفاهمات؟!

03.08.2013
راجح الخوري

النهار
السبت 3/8/2013
قبل ان ينهي وليم هيغ محادثاته مع علي اكبر صالحي التي تناولت امكان اعادة العلاقات بين البلدين، كان مجلس النواب الاميركي يوافق بأغلبية ساحقة على مشروع قانون لتشديد العقوبات على ايران، موجهاً رسالة قوية اليها قبيل بدء ولاية الرئيس حسن روحاني.\
يبدو الامر متناقضاً جداً اولاً لأن واشنطن كانت قد خفّضت جزئياً في الاسبوع الماضي العقوبات على المبيعات الطبية الى طهران، وثانياً لأن بريطانيا لم تكن لتنفتح على ايران من دون التنسيق مع اميركا، وخصوصاً ان ادارة باراك اوباما كانت تراهن كما تجمع التعليقات الاميركية، على ان تكون اوروبا بوابتها للانفتاح على طهران بعد فوز حسن روحاني في الانتخابات.
واذا كان قرار مجلس النواب يعكس خلافاً بين البيت الابيض والكونغرس فمن الضروري ان نتذكر ان هذا القرار يشكل رسالة الى اوباما تعكس ايحاءات تتصل بالمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، خلفيتها انه لا يمكن الانفتاح على ايران وممارسة الضغوط على اسرائيل لإنجاح التسوية ففي الوسع ممارسة ضغوط مقابلة على البيت الابيض!
واذا كان هيغ قد اتفق مع صالحي على عقد لقاء في ايلول المقبل على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لبحث اعادة العلاقات "خطوة خطوة وعلى اساس متبادل"، فان الادارة الاميركية تترقب هذه المناسبة لترتيب اتصال بين روحاني واوباما يكون مباشراً او نتيجة "مصادفة مشغولة" وهو ما تنصح به الصحافة الاميركية منذ فوز روحاني.
افتتاحية "نيويورك تايمز" حملت قبل ايام على معارضي إعطاء روحاني الفرصة، بحجة ان الكلمة الاخيرة هي للمرشد علي خامنئي الذي يتمسك بسياسات متصلبة، وحضّت اوباما على اللقاء مع روحاني، الذي كان قد اختار "المفتاح" شعاراً لحملته الانتخابية، موحياً بأنه يريد اعادة فتح الابواب المغلقة بين ايران والغرب وخصوصاً اميركا التي تعهّد باعادة العلاقات معها: "حكومتي لن تكون حكومة تسوية واستسلام في الملف النووي لكننا لن نكون مغامرين سنكمل سياسة رفسنجاني وخاتمي". والمعروف ان روحاني كان كبير المفاوضين مع الغرب في الملف النووي في عهد محمد خاتمي. طبعاً ليس خافياً على الادارة الاميركية ان روحاني يفتقر الى السلطة لإحداث تغيير ملموس في سياسة ايران النووية، فرغم قوله انه سيتّبع سياسة مناسبة لمعالجة هذا الملف فان قضايا الدفاع والسياسة الخارجية تبقى في يد خامنئي والحرس الثوري اللذين يعارضان اي تنازلات امام الغرب، وليس سراً انهما باتا يتعاملان مع واشنطن بإزدراء. ففي عهد كارتر كان الشعار "اميركا لا تستطيع ان تفعل شيئاً ضدنا" ومع اوباما صار الشعار "اميركا لن تفعل شيئاً ضدنا"!
ليس من مبالغة ايرانية في هذا، والدليل ذلك التقاطع وربما التكامل بين اميركا واسرائيل وايران، حيال التطورات العاصفة في المنطقة العربية وخصوصاً في سوريا!