الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران لا تستطيع إكمال مشروعها!

إيران لا تستطيع إكمال مشروعها!

15.02.2014
سركيس نعوم


النهار
الجمعة 14/2/2014
تابع المسؤول العراقي الرفيع السابق والناشط سياسياً حالياً كلامه عن إيران، قال: "كما قلت لك إنه اليوم كما كانت عام 1988. تحكي مع أميركا الشيطان الأكبر. تهاتفها. وتجري محادثات بين وزير خارجيتها جواد ظريف ووزير خارجية أميركا جون كيري. فيظن كثيرون أن مشروعها انتهى، لكنه حقيقة لم ينتهِ. إنه يبدأ الآن، مثلما حصل بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وبينهما حين رعت الدول الكبرى قيام نظام اقليمي جديد وحتى دول جديدة سيحصل من الآن وصاعداً. سيبدأ مشروع إيران الجديد الآن برعاية أميركية – أوروبية – روسية وسيركِّز على النفوذ السياسي أكثر من الجغرافي. ستقوم علاقات جيدة بين إيران وكل من السعودية وتركيا وأميركا. السعودية ضعيفة وغير قادرة على المواجهة والمقاومة. وهي تحتاج إلى الحماية. وعلى رغم ذلك سيكون لها دور إلى جانب الدول الثلاث المذكورة أعلاه، ولكن بطبيعة مختلفة. إيران تجمع أو ستجمع العلمانيين في المنطقة والأقليات من شيعة ومسيحيين ودروز ومعهم سنّة مقبولون يخافون الإرهابيين التكفيريين، وستكوِّن منهم محوراً اقليمياً مهماً وتقوده. ومثلما تقاسم الأميركان والسوفيات العالم بعد الحرب العالمية الثانية ستتقاسم إيران والعالم (المقصود ربما أميركا) المنطقة".
قلتُ: إيران دولة جدية، عندها مؤسسات قوية ولها دور. ولكن عليها أن تتفق على هذا الدور مع أميركا. أي دور لإيران في المنطقة؟ وهل يشمل كل دولها أم يشمل بعضها؟ وهل يعود إلى شرق المتوسط وحدود إسرائيل؟ أم يذهب في اتجاه افغانستان وباكستان؟ هذا سؤال مهم لأن أميركا القابلة بنظام إيران الإسلامي أو المتعايشة معه لن تقبل بإيران قطباً أحادياً في الشرق الأوسط ونداً لها. وقلتُ أيضاً: قد تتفاهم إيران وتركيا والسعودية. ولكن بعد أن تصلح تركيا نفسها أو تصحح أخطاء سياستها الإقليمية واستراتيجيتها التي قامت على بعث عثمانية جديدة، وبعد أن تصحح أخطاءها في أثناء التعامل مع الأزمة السورية وطرفاهما النظام وغالبية الشعب الثائرة، عليها أن تعيد النظر في سياستها كي تستحق الدور. وقلتُ ثالثاً: في كلامك عن تجميع إيران العلمانيين والأقليات والسنّة المعتدلين دعني أقل لك إن المقصود بذلك هو تمسّك إيران بمشروعها أي البقاء نافذة عسكرياً وجغرافياً في سوريا وشرق المتوسط ولو أدى ذلك إلى تقسيم سوريا والمنطقة كلها. ذلك أنك تعرف أن عدد العلمانيين فيها قليل. والأقليات فيها ليست كبيرة، وهي لن تكون نافذة أو حاكمة إلا إذا كانت معها إيران قلباً وقالباً. وقلتُ رابعاً: صار الصراع في المنطقة سنّياً - شيعياً ولا ضرورة للإنكار. أنت تقول إنه لم يكن يوماً كذلك، وإن الإمام الراحل الخميني أطلق ثورة إسلامية لا شيعية. وإنه أراد أن يخربط النظام العالمي أو يخرج عليه ليؤسس نظاماً جديداً ضد الإستكبار. وذلك لا علاقة له بالمذاهب. لكن الناس مقتنعون أو بالأحرى غالبيتهم عن خطأ أو صواب بان مشروع الثورة المذكورة مذهبي أو قومي أو الاثنين معاً. والتمسك بهذا المشروع سيقسِّم المنطقة والبوادر يراها العالم كله في سوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا وغيرها. وقلتُ خامساً: إن الحل في سوريا أميركي ولا بد أن يمرّ في السعودية كما أن الحل في العراق يجب أن يمرّ في إيران. في العراق حيث لإيران نفوذ حكمت الغالبية بدعم منها. لذلك يجب أن تحكم في سوريا الغالبية وفقاً للمنطق نفسه. وحكم الغالبيات لا يعني التحكُّم. علّق: "ما في سعودية وما في دول عربية. في إرهاب إسلاميون تكفيريون، وربما استولى هؤلاء على "الإخوان المسلمين" فيقع العالم العربي والإسلامي بل العالم الأوسع في خطر جسيم. ولا تعود هناك إلا إيران".
هنا علّق أحد حاضري اللقاء: "وصلت إيران إلى حيث هي اليوم وتوقفت. لم تعد تستطيع إكمال مشروعها". تابع المسؤول الرفيع السابق نفسه: "إيران تعمل في جدية. خذ مصر مثلاً، فهي فتحت فيها خطاً مع "الإخوان" وآخر مع المشير السيسي وربما مع غيرهم وتنتظر لتعرف من سيربح". قلتُ: "تفاهم إيران وأميركا مهم لمحاربة الإرهاب ولكن عدم شموله دولاً إسلامية أخرى يخسِّره الحرب. وأميركا لن تكتفي بإيران لأنها لا تستطيع وضع السنّة في العالم في ظهرها. فهي تحتاج إليهم في حربها أيضاً خصوصاً أنهم 85 في المئة من مسلمي العالم".
ما هو "الهم الأساسي" في العراق اليوم في رأي برلماني عراقي ومتعمِّق في أمور الدين وضالع في شؤونه؟
sarkis.naoum@annahar.com.lb