الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران واتفاق حمص

إيران واتفاق حمص

06.05.2014
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاثنين 5/5/2014
لو ان المفاوض في حمص من الحكومة السورية لما وصل التفاوض الى حد وقف اطلاق النار، وخروج مسلحي المعارضة من الاحياء القديمة، والسماح بوصول شاحنات الاغاثة الدولية الى جياع المدينة.. وقد تقلصوا الى 500!!.
لكن المفاوض هنا ايراني، ويقف الى جانبه مبعوث روسي وقد وصل الجميع الى نتائج حاسمة:
- ينسحب المقاتلون بأسلحتهم الى خارج حمص، ويمكن لسكان احيائها القديمة الخروج منها اذا ارادوا، وتدخل شاحنات الاغاثة، اما الثمن فاطلاق سراح اسرى ايرانيين واسرى من حزب الله وروسي واحد تم اسره من منطقة اللاذقية!!.
اوساط المهتمين بالحلول السياسية للكارثة السورية، كانوا يعرفون ان نظام الاسد ضعيف الى حد انه غير قادر على قبول أي حل لا يجد فيه البقاء على السرج، واعادة حكم غير قابل للحياة الى ما كان عليه، ولو ان اميركا وروسيا يريدان حلاً لفاوضا الايرانيين، بدل هذا الكلام الطويل الذي لا معنى له. فالايرانيون هم اصحاب القرار في دمشق, مثلما هم اصحاب القرار في بغداد, وصنعاء. فمنذ انتخابات 2010 واهل الاكثرية النيابية (حزب علاوي) يقفون خارج الحكم في العراق, لان طهران تريد المالكي.. وقد وجدت واشنطن, المعنية بالانسحاب من العراق, ان دعم المالكي هو فرصتها لهذا الانسحاب الذي لا تجد طهران ان هناك مانعاً لحدوثه!!
وفي اليمن, يتقدم الحوثيون من العاصمة صنعاء لكن الاميركيين لا يجدون ان ذلك يشكل خطراً على مصالحهم. وهم منشغلون بالحراك الجنوبي وبمجموعات القاعدة التي اصبحت قوة مثالية, ولم تعد انتحارياً, او صانع سيارات مفخخة.. فهي تجتاح ولايات بأكملها في أبين والضالع وحضرموت!! لم تجد واشنطن ان صراعها مع طهران, يستوجب توافقات في الشأن النووي, أو في سوريا أو العراق أو لبنان. فواشنطن تريد من جهة ارغام الايرانيين على التراجع عن برنامج تخصيب اليورانيوم, ولا تريد اعطاءهم فرصة وقف الاستنزاف المالي الذي يصل الى مائة مليون دولار شهرياً لحزب الله, ولمقاتلي الحرس الثوري, وعصائب الحق العراقية.. ومواجهة الانفاق النفطي العربي في كل من العراق وسوريا!!
اتفاق حمص يعطي للمنطقة, واوروبا, وايران مجالاً واسعاً لوقف الكارثة في سوريا. تبقى الولايات المتحدة وروسيا.. فهما, وحدهما, يراهنان على انهاك القوى المتصارعة.. ووضعها تحت الرقابة!!