الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران وتسليح الجيش اللبناني

إيران وتسليح الجيش اللبناني

09.10.2014
مسعود ادريسي



الحياة
الاربعاء 8-10-2014
أثارت زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بيروت والتي دامت يوماً فحسب، عدداً من التساؤلات في الصحافة الإقليمية والدولية. ودارت التساؤلات على هبة التجهيزات العسكرية التي أعلنها شمخاني بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً أنها جاءت في ظل الأوضاع المقلقة التي تمر بها المنطقة، واعتداءات تنظيم "داعش" الإرهابي على الجيش اللبناني. وكثرت التفسيرات لهذه الهبة. ورأى بعضهم أنها تشير الى المنافسة الايرانية مع المملكة العربية السعودية التي ساعدت الجيش اللبناني بالسلاح أخيراً. لكنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها طهران استعدادها لمساعدة لبنان عسكرياً. لذا، من العسير قبول ذاك التفسير. فإيران درجت على تأكيد ضرورة دعم الجيش اللبناني بالتجهيزات الكافية ليكون قادراً على مواجهة الخطر الإسرائيلي. ورحب لبنان في بعض الأحيان بالمساعدات العسكرية الإيرانية، فيما رفضها في أحيان أخرى لاعتبارات خاصة. ولم يقع الاستعداد الإيراني الأخير وقع المفاجأة على الجيش اللبناني، فهو يأتي في سياق بناء جيش قوي يستطيع مواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.
وبعض التحليلات السياسية رأى أن ثمة تنسيقاً بين طهران والرياض حول لبنان، علامته هي دعم العاصمتين الجيش اللبناني... لكن مثل هذه الفرضية يعصى التصديق. فمستوى العلاقة بين العاصمتين لم يبلغ مبلغاً يتيح التعاون في ملف لبنان. وإذا صح التحليل هذا لبرز توافق على انتخابات الرئاسة اللبنانية.
لا شك في أن هدية شمخاني متواضعة كما أنها ليست ثمرة تنسيق بين طهران والرياض، على رغم بعض المؤشرات إلى حل الخلافات بين إيران والسعودية. لكن هذه المؤشرات ليست قوية، ولا يخفى أن لبنان هو إحدى مسائل الخلاف بين الجانبين، وتبديد الخلافات في وجهات النظر بين الرياض وطهران حول القضايا الإقليمية، مستبعد في القريب العاجل.
* سفير ايراني سابق لدی لبنان، عن موقع "ديبلوماسي إيراني"، 4/10/2014، إعداد محمد صالح صدقيان