الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إيران وسورية تربكان العلاقات الأميركية الروسية

إيران وسورية تربكان العلاقات الأميركية الروسية

30.03.2016
فيليب جوردون


الوطن السعودية
الثلاثاء 29/3/2016
ترتبط مصالح روسيا في الشرق الأوسط بانعدام الثقة والعداء تجاه الغرب. فموسكو تتمتع بطموحات لتصبح "قوة عظمى" وتريد أن يتم التعامل معها على أنها كذلك. من جانبه، يرى الرئيس فلاديمير بوتين خاتمة الحرب الباردة على أنها هدنة كان ينبغي أن تولد ميزان قوى متساويا ولكنها أدت بدلاً من ذلك إلى سعي الولايات المتحدة إلى الهيمنة العالمية. وبالمثل، تستاء روسيا من توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ونشاط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، تمثل إيران وسورية أهم عقدتين في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بإيران، تتناقض مصالح روسيا التي ترغب في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية في حين تعارض أي تطور يُعتبر داعماً لهيمنة الولايات المتحدة. فقد أصرت موسكو على أن يمُر أي اتفاق نووي مع إيران عبر مجلس الأمن الدولي، حيث لروسيا مقعد فيه. وخلال المحادثات، كانت إحدى مخاوف الغرب أن تقدم روسيا الحد الأدنى كشريك، وتوافق على منع تطوير القنبلة النووية الإيرانية ولكن ليس على نهج الولايات المتحدة الأوسع نطاقاً حول هذه المسألة.
ومن المخاوف أيضاً أن توجيه ضربة من الغرب ضد إيران قد يساعد روسيا من خلال معالجة القضية النووية مباشرة، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وتشويه سمعة الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما يسمح لموسكو في نهاية المطاف بتعزيز علاقاتها في المنطقة. إلا أن الكشف عن منشأة "فوردو" النووية الإيرانية السرية أثار التوتر في صفوف الروس ودفع بهم إلى دعم قرار مجلس الأمن رقم 1929، وحظر الأسلحة والعقوبات على الصواريخ.
وفي النهاية، تبيّن أن روسيا شريكة فيما يتعلق بإيران أفضل مما توقع الكثيرون، على الرغم من الخلافات حول أوكرانيا وقوانين المنظمات غير الحكومية والدفاع الصاروخي وقضايا أخرى. وبمرور الوقت تدهورت العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن إيران كانت آخر مجال للتعاون. وقد بقي موقف موسكو بشأن إيران متناسقاً في جميع مراحل المحادثات، كما أن الروس دعموا تقييد برنامج إيران النووي طالما أنهم يلعبون دوراً في هذه العملية.
وحول سورية، كانت نظرة الكثيرين مفرطة في التفاؤل بأن روسيا ستساعد الولايات المتحدة على عزل بشار الأسد. فبوتين دائماً ما سيدعم الأسد، وما كان يجب على المراقبين أن يتفاجؤوا من نشر روسيا قوة عسكرية في سورية.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى أن ما يمكن أن تقدمه واشنطن للشرق الأوسط يفوق كثيراً عما تستطيع موسكو توفيره. ففي حين يمكن أن تلعب روسيا دوراً إقليمياً، تفضل دول الشرق الأوسط العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والشروط التي توفرها، بغض النظر عن التوترات الحالية. وتتمتع موسكو أيضاً بالقدرة على أن تكون قوة سلبية في الحالات التي يمكنها بدلاً من ذلك أن تلعب دوراً إيجابياً. ولهذا السبب، لا يمكن تجاهل روسيا.