الرئيسة \  تقارير  \  إيكونوميست : "سقطنا في الجحيم".. كيف يتم التجنيد في الجيش الروسي؟

إيكونوميست : "سقطنا في الجحيم".. كيف يتم التجنيد في الجيش الروسي؟

27.09.2022
الحرة


الحرة / ترجمات - واشنطن
الاثنين 26-9-2022
شرحت مجلة إيكونوميست كيف تتم عملية التجنيد في الجيش الروسي، بعد قرار الرئيس، فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية إثر الخسائر الفادحة التي تعرضت لها قواته في أوكرانيا.
وتحدثت المجلة مع العديد من الرجال في مدينة سان بطرسبرغ بشأن القضية، وقال أحدهم: "لقد سقطنا في الجحيم. هكذا أرى الأمر"، فيما تمنى آخر أن يساعده ضعف بصره على الإفلات من التجنيد.
وتسببت التعبئة الأولى للجيش الروسي منذ الحرب العالمية الثانية في حالة من الذعر على نطاق واسع بين المواطنين الروس، وفق تقارير.
أثار قرار بوتين الدعوة إلى التعبئة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية حالة من الذعر على نطاق واسع بين سكان روسيا، لكنه لم يؤدِ بعد إلى احتجاجات جماهيرية، حيث يتوقع الخبراء أن التأثير على الرأي العام سيكون تدريجيا، وفقا لصحيفة "الغارديان".
كيف يتم التجنيد في الجيش الروسي؟
والتجنيد الإجباري سياسة معمول بها منذ فترة طويلة في روسيا. وتتكون القوات المسلحة هناك من جنود محترفين، يكملهم مجندون وجنود احتياط (هم عادة مجندون سابقون يمكنهم اختيار الحصول على عقود عسكرية قصيرة الأجل أو الاستدعاء في أوقات الحاجة).
وجميع الرجال الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما مؤهلون تقريبا للتجنيد. وهؤلاء عددهم حوالي 1.2 مليون شخص .
ويتم استدعاء ما يقرب من نصف عدد هؤلاء لحضور منطقة voyenkomat (مركز التجنيد العسكري) مرتين سنويا.
وهناك يجرون المقابلات والاختبارات البدنية للتأكد من لياقتهم للخدمة.
وفي كل عام، تختار القوات المسلحة حوالي 250 ألف مجند، يخدمون لمدة 12 شهرا قبل الانضمام إلى قوات الاحتياط.
ويتحمل المجندون ظروفا صعبة في مقابل الحصول على أجور ضئيلة.
كيف يتم الإعفاء من التجنيد في الجيش؟
يمكن للرجال المؤهلين للتجنيد الحصول على الإعفاءات لأسباب صحية وللدراسة الجامعية. وهناك طريقة أخرى لتفادي التجنيد هي دفع الرشى للموظفين والمسعفي، الذين يقدمون الإعفاءات بالسعر المناسب.
ويقبل على ذلك غالبا أبناء الطبقات المتوسطة، أما بالنسبة للفقراء فالأمر أكثر صعوبة، لذلك فالقوات المسلحة الروسية مكتظة "بشكل غير متناسب" بسكان المناطق الأفقر في البلاد، بحسب إيكونوميست.
وظهرت تقارير عن حصول رجال على أوامر التجنيد بشكل جماعي، لاسيما في المناطق الفقيرة في شرق وجنوب البلاد، مثل الشيشان وداغستان.
وفي بورياتيا، وهي منطقة عرقية منغولية في شرق سيبيريا، تم تسليم الرجال أوراق التجنيد في منتصف الليل، بغض النظر عن خبرتهم أو مهنتهم.
والإعلان عن التعبئة الوطنية أمر غير معتاد، وآخر مرة حدث ذلك، كان عندما غزت ألمانيا النازية الاتحاد السوفييتي عام 1941.
كم العدد الذي تحتاج إليه روسيا في أوكرانيا؟
ويقدر خبراء أن روسيا لديها حوالي مليوني جندي يمكن استدعاؤهم.
وزير الدفاع، سيرغي شويغو، قال إنه قد يتم نشر 300 ألف جندي بعد قرار "التعبئة الجزئية".
ورجحت صحيفة نوفايا غازيتا المستقلة تجنيد مليون شخص.
ووفقا لألكسندرا غارماشابوفا من مؤسسة Free Buryatia، المناهضة للحرب، فقد تم تجنيد أشخاص في غضون دقائق من خطاب بوتين عن التعبئة الجزئية.
وسُمع مسؤول في لجنة عسكرية في أومسك، بسيبيريا، وهو يقول: "لن يفلت أحد، ولن يختبئ أحد، ولن يُنسى أحد".
ويتم حاليا منع جنود الاحتياط في تاتارستان من مغادرة المنطقة، وتكثر الشائعات حول أن المسؤولين يعملون على إيجاد طرق لتسجيل المهاجرين من آسيا الوسطى.
هل يستطيع الكرملين؟
وتستبعد إيكونوميست أن تكون الحكومة الروسية قادرة فعليا على تجنيد مليون جندي، ففي حملة الربيع الماضي، كان الهدف تجنيد 134 ألفا وتم تجنيد 89 ألفا فقط.
ورغم أن رفض التجنيد الآن أصبح جريمة جنائية، من غير الواضح أن لدى بوتين الوسائل لإجبار مليون رجل على القتال رغما عن إرادتهم.
وإذا تمكن بوتين من استدعاء مئات الآلاف من الأشخاص، فمن المؤكد أن ذلك سيساعد خطته الحربية على المدى المتوسط، لكن المدنيين المجندين لا يصنعون بالضرورة جنودا جيدين.
ووفقا لمؤسسة "راند"، فإن العديد من جنود الاحتياط الروس يفتقرون إلى التدريب العسكري الكافي.
وتعكس استراتيجية بوتين الحالية مدى اليأس الذي يشعر به، وفق المجلة.
وفي خطاب متلفز، الأربعاء الماضي، أعلن بوتين استدعاء 300 ألف جندي للقتال في أوكرانيا، محذرا الغرب من أن موسكو "ستستخدم كل الوسائل" المتاحة لها للدفاع عن نفسها بما في ذلك السلاح النووي، ومؤكدا أن "الأمر ليس خدعة".
واتهم بوتين الدول الغربية بمحاولة "تدمير" روسيا، وقال "أود تذكير الذين يقومون بتصريحات كهذه بأن بلادنا تملك أيضا وسائل دمار مختلفة بينها وسائل أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي".