الرئيسة \  برق الشرق  \  اتفاقية سايكس بيكو قائمة

اتفاقية سايكس بيكو قائمة

09.07.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏08‏/07‏/14
تعتقد بعض شخصيات من المعارضة السورية ان الحل لإنهاء مأساة الشعب السوري تكمن بتقسيم بلادهم الى دويلات عرقية ومذهبية وهم يؤكدون دعمهم لهذه الافكار التي لا يعرف أحد مصدرها ، الا اننا اذا عدنا الى سجلات تاريخ منطقة الشرق الاوسط الحديث أي بعد انهيار دولة الخلافة الاسلامية العثمانية بعيد الحرب  العالمية الاولى نرى من خلال اتفاقيات سايكس بيكو / نسبة الى الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس – 1879 – 1919 والدبلوماسي الفرنسي  فرانسوا جورج بيكو 1870- 1951/ تلك الاتفاقية التي تمت  عام 1916 بينهما بتقسيم إرث دولة الخلافة العثمانية بسوريا والعراق بعد انهيارها في الحرب العالمية الاولى التي انتهت عام 1918 أي ان اتفاقية / سايكس بيكو / تم التخطيط لها أثناء الحرب الاولى وقبل ان تنجلي عن خروج المانيا وتركيا مهزمتين بتلك الحرب .
وتعتقد مديرة مركز الشرق الحديث / المستشرقة / اولريكيه فرايتاج بمحاضرة حول آثار الحرب العظمى الاولى السلبية على منطقة الشرق الاوسط ألقتها بجامعة برلين الحرة يوم أمس الاثنين 7 تموز/يوليو بأن انهيار دولة الخلافة يعود الى جهل  تلك الشخصيات السياسية العربية المرموقة التي كانت تتطلع بالاستقلال عن الدولة العثمانية مثل شريف مكة ملك الحجاز فيما بعد الحسين بن علي الذي رفض ان يكون خليفة للمسلمين بعد انهيار الدولة العثمانية ، علما ان هناك شخصيات سياسية عربية اسلامية مرموقة ايضا كانت تعرف خبايا الغرب وخططهم مثل شكيب أرسلان ومحب الدين الخطيب الا ان تحذيراتهم لم يكترث اليها الشريف حسين الا بعد فوات الاوان .
وتشير وثائق وزارة الخارجية الالمانية عن الحرب العالمية الاولى انه لم يكن هناك اكتفاء بتقسيم سوريا الطبيعية  الى دويلات  سوريا ولبنان والاردن وفلسطين وفق وعد بلفور المنسوب الى رئيس الوزراء البريطاني /ارتور جيمس بلفور 1848- 1930/ الذي وعد زعماء الحركة الصهيونية مثل / حاييم وايزمان 1874- 1952 /  اعطاء الصهاينة فلسطين دولة لليهود ، اذ كان مخططا ايضا تقسيم سوريا الحديثة / ليس سوريا الطبيعية / الى دويلات مثل جبل الدروز ومناطق العلويين وحلب ودمشق الا أن هذا المخطط فشل بسبب وعي شخصيات سورية مرموقةساهمت بتوعية السوريين من مخطط التقسيم . وتؤكد فرايتاج التي درست العربية بدمشق وتعرف المجتمع السوري ان ما يجري في سوريا حاليا يمكن إنهاء ماساة الشعب السوري بتنفيذ  ذلك المخطط الذي يطالب به شخصيات تعتبر نفسها من زعماء  المعارصة السورية .
لم تندلع الحرب العالمية الاولى بسبب تصفية ولي عهد النمسا في سراييفو بل كانت نتيجة تشحيع الاوروبيين شعوب تلك الدول التي كانت تابعة لدولة الخلافة الاسلامية العثمانية في اوروبا والعرب ايضا من خلال نشر ظاهرة العنصرية والقومية فالاحزاب القومية العربية انما ظهرت من خلال تشجيع فكرة القومية ، اذ تؤكد صاحبة كتاب / شمس الله تسطع على الغرب / سيجريد هونكه / 1913- 1999/ بأن المسلمين العرب لم يفتحوا العالم بسبب دعوتهم الى الاسلام بل لأن العربية تدعو الى القوة والنفوذ  مثل الاوروبيين تماما لم يقودوا الحروب الصليبية من اجل تدينهم بل من اجل السيطرة والنفوذ واستعباد البشرية بحجة الدفاع عن المسيحية .
وتعتقد  اولريكيه فرايتاج بمحاضرتها التي  ألقتها يوم أمس الاثنين ان الحرب العالمية القادمة ستكون من أجل القوميات فكل قومية تريد السيطرة على الاخرين .