الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اتفاق المختلفين على تدمير سوريا

اتفاق المختلفين على تدمير سوريا

19.05.2013
سعيد السريحي

عكاظ
الاحد 19/5/2013
حين تحتاج الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا إلى شهر كامل كي تعقد مؤتمرا دوليا حول الوضع في سوريا على الرغم من إدراكها للوضع الحرج الذي يعيشه الشعب السوري وتساقط المئات من بين الأبرياء قتلى في المعارك الدائرة بين الأطراف المتصارعة هناك، حين تحتاج هذه الدول الكبرى إلى شهر كامل فإن القول بالرغبة في الإعداد الجيد للمؤتمر لا يكفي لتفسير هذا المدة، ومحاولة إقناع أطراف النزاع للمشاركة في المؤتمر ليست مقنعة كذلك.
أمريكا لا تريد بقاء بشار الأسد في السلطة، وروسيا لم تعد حريصة على الأسد كذلك، أما الصين فيبدو أنها خرجت أو تم إخراجها من أطراف المعادلة، غير أن جميع الذين لا يريدون الأسد لا يريدون كذلك من سوف يمسك بزمام السلطة مكانه، سواء كان ذلك تشككا في احتمال قيام نظام أصولي متطرف يشكل تهديدا للعالم ولمن حوله، أو تخوفا من قيام نظام قوي يعيد بناء الدولة السورية ويصنع منها دولة ممانعة حقيقية تشكل تهديدا أو على الأقل تحديدا لقوة إسرائيل المتنامية في المنطقة.
الدول الكبرى لا تريد الأسد ولا تريد بديلا للأسد والحل الأمثل لهذه المعضلة هو تأجيل أي حل عملي لها والسعي لما يمكن أن يمدد فترة الصراع على نحو لا يؤدي إلى انتصار أي من الطرفين ويكون كفيلا بإضعافهما معا، فإذا ما انتهى الصراع فلا تتولد منه دولة قوية أيا كان من الطرفين منتصرا ولأي منهما آل إليه أمر السلطة.
وإذا كان ذلك كذلك أمكن لنا أن نتفهم ما يعتري الموقف الدولي من تذبذب وما يعتري المحادثات الطولية من تباطؤ وتراخ وعدم جدية في التوصل إلى قرار، بل يمكن لنا أن نتفهم الخلاف بين أقطاب القوى العالمية حول الأزمة السورية على أنه لا يخرج عن لعب أدوار محددة تتفق عليها في السر الدول المختلفة في العلن، ذلك أن كل يوم يمر على الأزمة السورية يعني إضعاف أي مستقبل يمكن أن تكون عليه الدولة السورية لاحقا، وذلك ما تتطلع إليه وتتفق حوله الدول الغربية وروسيا وإسرائيل كذلك.
ولذلك كله فإن على المعارضة السورية ألا تنتظر من المؤتمر الدولي شيئا، كما على النظام ألا يخشى من المؤتمر الدولي شيئا، فتلك الدول تتحرك كثيرا لكي تبقى الأشياء ثابتة وتضمن بذلك دمار مستقبل سوريا بعد أن أصبح دمار حاضرها أمرا متحققا.