الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اتحاد الفصائل السورية وأمن الخليج !!

اتحاد الفصائل السورية وأمن الخليج !!

27.11.2013
محمد علي الهرفي


الشرق القطرية
الثلاثاء 26-11-2013
قد يبدو غريبا الربط بين اندماج مجموعة من كبرى الفصائل الإسلامية في سوريا وبين أمن دول الخليج خاصة تلك الدول التي تقف إلى جانب الشعب السوري في ثورته ضد الاستبداد والقتل والتدمير التي عانى منها طويلا ولا يزال، ولكن الواقع الذي نشهده حاليا يؤكد ما أشرت إليه وبصور متعددة.
دعوني أشير إلى بعض الأحداث التي شاهدناها خلال الأيام القليلة الماضية، فقد قام بعضهم بتفجيرين أمام مقر السفارة الإيرانية في بيروت قتل بسببه ثلاثة وعشرون وجرح حوالي مائة وخمسون، وبعد التفجيرين أعلنت كتائب عبدالله عزام وهي تابعة للقاعدة كما أعرف مسؤوليتها عن الحادث، وذكرت أن سرية الحسين بن علي هي من نفذت تلك العملية التي وصفتها بـ (الغزوة)!! ومع صراحة الاعتراف ومغزاه الواضح بالنسبة للقاعدة تحديدا وللمقاتلين السوريين بشكل خاص إلا أن وزير الإعلام السوري أصر على توجيه الاتهام للسعودية وإسرائيل في إشارة واضحة إلى محاولته الغبية للربط بين إسرائيل من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة أخرى في عملية غير مشروعية حاربتها السعودية في بلادها وفي خارجها، وقد نقلت قناة المنار التابعة لحزب الله تصريحا للوزير الزعبي قال فيه: (هناك دول محددة في المنطقة كالسعودية ودول الخليج والكيان الإسرائيلي تريد أن تعمم سياسة الإرهاب في المنطقة)، والشيئ نفسه فعله الحرس الثوري لكنه اكتفى باتهام السعودية وسكت عن إسرائيل مغايرا ماقاله الوزير السوري، وقد صرح الحرس - بحسب ميدل إيست أون لاين - بقوله: (إن بندر تخطى حدوده وفتح نار جهنم عليه من خلال محاولة تفجير سفارتنا في بيروت واستشهاد الشيخ أنصاري وإخوانه، إننا سنرد الصاع بألف وليحم بندر سفارته في لبنان واليمن وفي كل بقاع العالم والبادي أظلم) وعلى طريقة الدبلوماسية الإيرانية فقد وجهت وزارة الخارجية التهمة لإسرائيل ولم تنتقد تصريحات الحرس الثوري تجاه السعودية.
وفي أثناء هذه التهم التي كانت تكال لدول الخليج خاصة السعودية برز (واثق البطاط) أمين عام حزب الله العراقي المحسوب على إيران وعلى المالكي بطبيعة الحال وقائد جيش المختار فوجه تهديدا صريحا للسعودية والكويت وأتبع تهديداته بإطلاق عدة مدافع باتجاه الأرض السعودية قائلا: إن مافعله بداية لعمل أكبر سيقوم به جيشه المليوني إذا استمرت السعودية بالعمل ضد إيران!!
بدون شك هناك لايمكن إنكار الرابط بين هذا التفجير وبين موقف إيران وحزب الله من الثورة السورية، وقد قيل هذا الكلام في حالات مماثلة سابقا؛ ومع أنني أدين كل أشكال التفجير إلا أن الذين قاموا بها لهم رأي مخالف ؛ فهم يرون أن إيران وحزب الله يشاركون بقوة في قتل السوريين وبالتالي - وبحسب رؤيتهم - فإن لهم الحق في قتل الإيرانيين في أي مكان!! مثلهم مثل الحرس الثوري الذي يهدد بتفجير السفارات السعودية في كل مكان!! وإيران وبعد ذلك التفجير وقبله أعلنت أنها ستواصل دعم بشار الأسد وأن التفجيرين لن يوقفا ذلك الدعم، ونحن نعرف أن إيران تعتبر سوريا رئتها التي تتنفس بها في الدول العربية ودول الخليج أيضا، كما نعرف أيضا أن إيران تتبنى وتدعم الحوثيين في شمال اليمن ليكونوا يدا لها في الخليج عند الحاجة ومثلهم بعض المجموعات الأخرى في المنطقة العربية والخليجية وأعتقد شخصيا أن هذه الحاجة قادمة وربما لاتكون بعيدة!!
الفصائل السورية التي توحدت أخيرا ربما تستطيع تغيير المعادلة التي تخطط لها إيران منذ وقت طويل، هذا إذا أدركت دول الخليج حجم الخطورة التي تتعرض لها، وهي إن أدركت ذلك واستطاعت العمل على توحيد بقية الفصائل لتكون فصيلا واحدا ثم استطاعت تسليحه بشكل جيد ناظرة إلى مصالحها وأمنها وغير عابئة بالضغوط التي تأتيها من هذه الدولة أو تلك فإنها تكون قد خدمت نفسها بالقدر الذي خدمت فيه الشعب السوري،فانتصار الفصائل في حربهم ضد طاغوت سوريا سيغير المعادلة لصالح تحقيق الأمن في دول الخليج، وهي ستثبت أيضا أنها تقف مع مطالب الشعب إنسانيا وسياسيا واجتماعيا وهذا سيحسب لها عند شعوبها وعند العالم الحر كله وهذا سيحقق لها مزيدا من الأمن والاستقرار.
بطبيعة الحال كنت وما زلت أتمنى أن تدرك إيران أنها تخسر مكانتها وسمعتها عند العرب والمسلمين - أو معظمهم - بوقوفها إلى جانب طاغية يقتل شعبه ويشردهم بل وتساعده في ذلك بالمال والسلاح والرجال، وليتها تدرك أن هذا الطاغية إلى زوال وأنها يمكنها كسب محبة من هم أفضل منه لو أنها اتبعت سياسة العدل والإنصاف والوقوف إلى جانب المظلومين التي تتحدث عنهم كثيرا.