الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اتحاد روسيا وأميركا أخيراً

اتحاد روسيا وأميركا أخيراً

14.05.2013
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية

البيان
الثلاثاء 14/5/2013
أعلنت أميركا وروسيا أنهما ستسعيان لعقد مؤتمر دولي حول سوريا، أملا بأن يعقد قبل نهاية الشهر الجاري. وسيستند المؤتمر على بيان جنيف الذي صدر خلال يناير من العام الماضي، والذي ينص على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات بين النظام في دمشق وجماعات المعارضة، مؤدياً لتشكيل كيان انتقالي حاكم.
ومن أجل التوصل لذلك، «ستحث» كل من واشنطن وموسكو الأطراف السورية للجلوس إلى طاولة التفاوض، وستتواصلان مع حلفائهما وشركائهما في المنطقة للعمل من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
ولكن يبدو أن النظام السوري ومعارضيه حاليا غير مستعدين للجلوس إلى طاولة التفاوض، وهما بحاجة إلى من يمارس عليهم الضغوط.
والأهم من ذلك، أن أنصار الخصوم في المنطقة يحتاجون إلى من يقنعهم أن الحل عن طريق التفاوض أفضل من الحل العسكري.
بالنسبة إلى العديد من المتشككين، تعد هذه مهمة مستحيلة. إلا أن «البيت الأبيض» و«الكرملين» على استعداد لبذل جهد مشترك، لأن الفشل في إيقاف الحرب في سوريا سيترك كليهما في وضع أسوء بكثير.
إن الرئيس الأميركي باراك أوباما غير مستعد لإشراك أميركا في الحرب السورية، إلا أن الوقت ليس في صالحه. وفي الواقع، قد يتم استخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع، أو تصل إلى أيدي جماعة القاعدة.
لقد استوعب الروس الدرس حاليا، الذين يدعمون دمشق حتى الآن، واعتمدوا على فعل أي شيء لإحباط نصر المتشددين، أنه كلما طالت الحرب، كلما أحرز المتشددون المزيد من التأثير.
لذلك، ليس لدى موسكو وواشنطن خيارٌ أفضل من التعاون، لكن هل ستستطيعان القيام بذلك.
لقد تدهورت العلاقات الأميركية الروسية بشكل ملحوظ على امتداد السنة الماضية. وأصبح الروس المعادون للأميركيين أحد الركائز الوطنية الروسية الرسمية.
تحتاج كل من أميركا وروسيا تشكيل تحالف دبلوماسي وتنسيق جهودهما عن كثب. تعد «اتفاقية دايتون» معقدة بشكل أكبر من أن يحلها دبلوماسي واحد بارع جدا، إلا أن هذا الأمر يبدو أنه الطريقة الوحيدة التي يمكن القيام بها في سوريا اليوم.
ماذا إذا أوضح الروس، أنهم سيوقفون تسليح قوات الحكومة السورية؟.
وسؤال أكثر صعوبة، هو ما إذا كان بمقدور الأميركيين تقديم المعارضة، مفككة كما هي.
مع كل هذه الأمور، فإن الجهد الأميركي الروسي حتى الآن هو الفرصة الوحيدة للسلام.