الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فاتورة حلب.. باهظة

فاتورة حلب.. باهظة

19.03.2014
السفير


السفير
الثلاثاء 18/3/2014
تعتبر خسارة حلب منذ دخول المسلحين إليها وحتى الآن كبيرة جداً. وبرغم عدم القدرة على حصر الخسائر في الوقت الحالي، فإن نظرة سريعة على حلب يمكن من خلالها تبين حجم الدمار الذي لحق بالمدينة، التي دفعت فاتورة باهظة وما زالت تدفع. فمعظم الأحياء الشرقية تعرضت لدمار واسع يزداد بشكل مطرد مع ارتفاع وتيرة المعارك قربها، كما خسرت المدينة الكثير من معالمها الأثرية التي تضررت، وتعرض بعضها للتدمير بشكل نهائي، كسوق المدينة القديم الأثري، الذي يعتبر أطول سوق مسقوف في العالم، والجامع الأموي الذي تعرض للتخريب والتدمير، وسرقت الكثير من محتوياته الأثرية، وصولاً إلى المباني الأثرية والمعالم الدينية في حلب القديمة، حتى أن القلعة لم تسلم من الدمار، حيث لحقت بها أضرار كبيرة بعد تفجير مبنيين أثريين قريبين منها قام مسلحون ينتمون لـ"الجبهة الإسلامية" بحفر أنفاق تحتهما وتفخيخها وتفجيرها.
على الصعيد الإنساني، يبدو المشهد مؤلماً. فنسبة كبيرة من أبناء المدينة باتت في الوقت الحالي نازحة، سواء داخل المدينة التي تعتبر أحياؤها الغربية ملجأ للفارين من الموت، أو حتى إلى المحافظات الأخرى، حيث تعتبر اللاذقية وطرطوس أبرز المحافظات التي استقبلت مهجرين ونازحين من حلب. كما خسرت المدينة العديد من مرافقها الخدمية والطبية، لعل آخرها مستشفى الكندي الذي يعتبر أكبر مستشفيات حلب والذي تعرض للتدمير بشكل نهائي بعد اقتحام مسلحي "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" له واستهدافه بتفجير شاحنة. كما تعرض عدد كبير من أبناء المدينة للخطف والقتل وسجلت إصابات كثيرة وحالات إعاقة، يصعب حصرها في الوقت الحالي، وهي ما زالت تزداد بشكل يومي.
على صعيد الصناعة، تعرضت حلب لنكسة صناعية كبيرة، توقفت العجلة الاقتصادية في المدينة، وتعرض أكثر من ألف مصنع للسرقة. وتقول غرفة صناعة حلب إنّ هذه المصانع نقلت وبيعت في تركيا. كما تضررت الصناعة الدوائية في سوريا عموماً نتيجة تضرر مصانع الأدوية النوعية في المدينة التي تعتبر من أكبر مصانع الأدوية في سوريا. وقدر رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية المهندس فارس الشهابي الفترة اللازمة لإعادة مصانع حلب إلى العمل بالشكل المناسب بنحو خمس إلى سبع سنوات، بعد سيطرة الجيش عليها وتأمينها.