الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اجتماعات الدستورية برعاية ثلاثي"أستانة"..الآمال شبه معدومة 

اجتماعات الدستورية برعاية ثلاثي"أستانة"..الآمال شبه معدومة 

30.01.2021
المدن


المدن 
الخميس 28/1/2021 
استُؤنفت في جنيف صباح الأربعاء، جلسات اليوم الثالث من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وسط استمرار حالة من التشاؤم رغم وصول وفود الدول الضامنة لمسار أستانة إلى جنيف مساء الثلاثاء، بهدف المساهمة في الدفع نحو تحقيق تقدم في المفاوضات، بعد يومين لم يسمح فيهما وفد النظام بمناقشة أي بند من بنود جدول الأعمال المتفق عليه لهذه الجولة. 
وعلمت "المدن" أن عدداً من أعضاء الوفد اجتمعوا بممثلي وزارة الخارجية الروسية الذين وصلوا إلى جنيف وعقدوا لقاءً آخر مع وفد النظام، وحثّوا الجانبين على قطع خطوات حقيقية في هذه الجولة وفق الأجندة المقررة في الجولة الرابعة. 
واتفقت الوفود الممثلة للجنة الدستورية في الجولة الأخيرة الماضية، التي اختتمت نهاية العام 2020 على أن تكون الجولة الحالية مخصصة للبدء بمناقشة المضامين الدستورية، بعد أربع جولات خصصت لمناقشة المبادىء العامة والوطنية، لكن وفد النظام طالب في اليومين الأوليين من جلسات الجولة الخامسة بمزيد من الوقت قبل الانخراط في صياغة المضامين. 
موقف أثار غضب وفد المعارضة، الذي هدّد بشكل غير مباشر بأنه قد يلجأ إلى تعليق مشاركته في الاجتماعات. وعلّق أحد اعضائه مشاركته في جلسات اليوم الثاني بالفعل، مطالباً الوفد بالتشاور لاتخاذ موقف قوي من استمرار مراوغة وفد النظام وإصراره على تعطيل المفاوضات، لكن وصول ممثلين من روسيا وإيران وتركيا إلى مكان لقاء الوفود في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وعقد الدبلوماسيين الروس لقاءات فورية مع وفدي المعارضة والنظام أعاد الأمل في تحقيق بعض التقدم. 
لكن العميد إبراهيم الجباوي، عضو هيئة التفاوض المعارضة ووفد اللجنة الدستورية، استبعد في تصريح ل"المدن"، حدوث أي تغيير جوهري في سير المفاوضات، معتبراً أن هدف الدول الضامنة لمسار أستانة من إرسال ممثليها إلى جنيف هو توجيه رسائل للغرب بأنها الدول التي تمسك بزمام الأمور في سوريا. 
وأضاف "لا اتوقع تحقيق أي انفراجة في أعمال اللجنة الدستورية رغم وصول الوفود الثلاثة الممثلة للدول الراعية لمسار أستانة، التي أعتقد أن حضورها إلى جنيف يهدف إلى إيصال رسالة للمجتمع الدول بشكل عام، ولأميركا بشكل خاص، أن مسار أستانة هو الفاعل الحقيقي الوحيد في الصراع السوري". 
وأكد جباوي أن "جميع أعضاء وفد المعارضة حضروا الجلسة الصباحية لليوم الثالث من الجولة الحالية"، مشيراً إلى أن الوفد لا يزال يأمل بأن يتم الضغط على وفد النظام بما يكفي لإجباره على الانخراط الجدي في المحادثات وفق جدول الاعمال لتحقيق نتائج إيجابية لا يبدو أنه مستعد لها، بينما أبدى وفد المعارضة إلتزاماً كاملاً بما تم الاتفاق عليه في الجولة الماضية وأنه أعد مقترحاته بهذا الخصوص لكن الطرف الآخر ما زال يرفض مناقشة كل ما يتعلق بالمضامين الدستورية". 
من جهته، نفى العضو الروسي في فريق المبعوث الدولي إلى سوريا فيتالي نعومكين أن يكون قد أدلى بأي تصريحات تتعلق بعمل اللجنة الدستورية السورية، مؤكداً أنه غير مخول بالتصريح نيابة عن أي طرف. 
وكانت مصادر معارضة قد نسبت إلى نعومكين الثلاثاء، تصريحات تشير إلى أن مناقشة المضامين الدستورية لن تبدأ بالفعل قبل أن ينجز النظام الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يونيو 2021، وأنه لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، وأن على المعارضة التخلي عن مطلب هيئة الحكم الانتقالي وفق ما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي 2254. 
لكن مصادر إعلامية في منصة موسكو نقلت عن نعومكين تأكيده عدم الإدلاء بأي تصريحات بهذا الخصوص، مشيراً إلى أن ما ورد فيها "لا يعبر عن رأيي أو موقفي نهائياً". وأضاف "لم أعط أي تصريحات خاصة بالوضع السوري لأني لست مخولاً بذلك من مكتب المبعوث الدولي الذي أعمل كأحد أعضائه". 
على الرغم من استمرار وفد المعارضة في اعتماد سياسة النفس الطويل بمواجهة إصرار وفد النظام على تعطيل مفاوضات اللجنة الدستورية في جولتها الخامسة، التي بدأت الاثنين، إلا أن الحديث داخل أوساط المعارضة بدأ يتصاعد حول ضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه أداء الطرف الآخر، حيث يطرح الكثيرون تعليق المشاركة في الجلسات أو حتى الانسحاب منها، وهو خيار لا يبدو سهلاً، بانتظار أن يحدث وصول ممثلي الدول الراعية لمسار استانة تأثيراً إيجابياً خلال ما تبقى من جلسات.