الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اخطأ اوباما في رفض اقتراحات كلينتون و...

اخطأ اوباما في رفض اقتراحات كلينتون و...

27.04.2013
سركيس نعوم

النهار
السبت 27/4/2013
اول لقاء في العاصمة الاميركية كان مع صديق عمل في "الادارة" ثم انتقل الى عالم البحث والتقصي. قال في بدايته "ان موظفاً رفيعاً اقترح على الادارة بعد مجزرة درعا التي كانت شرارة الثورة إرسال موفد الى دمشق لمقابلة الأسد والاقتراح عليه قيامه وزوجته بزيارة المدينة للالتقاء بأهلها والإعتذار منهم. كما للاقتراح عليه القاء القبض على مرتكبي المجزرة ومحاكمتهم ومن ضمنهم نسيب له، ومن ثم القيام بتعويض أهالي الضحايا. إلا ان هذا الاقتراح رُفِض بذريعة انه سيبدو محاولة لتهدئة الثورة".  اضاف: "اخطأت اميركا في معالجة موضوع سوريا وثورتها. ذلك انها اعطت الاسد فرصة ستة اشهر لتنفيذ الإصلاحات اللازمة والمطلوبة وفي الوقت نفسه ربما لقمع الثورة. لكن الرئيس السوري لم يهتم للإصلاح، كما انه لم ينجح في القضاء على الثورة. بعد ذلك قال المسؤولون في واشنطن ان عليه التنحي عن السلطة. إلا انهم لم يُرفِقوا دعوتهم هذه بعمل يضمن التجاوب معها. علما ان احداً في اميركا لم يطلب منها إرسال قوات عسكرية الى سوريا لتحقيق هذا الهدف. بل كان مطلوباً دعم العمل السياسي السوري المعارض ودعم العمل الثوري العسكري من خلال مدّه بالمساعدات والخبرة اللازمة. كما كان مطلوباً العمل مع تركيا والخليج من أجل ذلك، لكن احداً لم يفعل شيئاً. كان كل همّ إدارة اوباما او الحلقة الضيقة حوله إظهار انه يعمل شيئاً في حين انه لم يكن يعمل شيئاً".
هل كان موقف اوباما السلبي من اقتراحات وزيرة خارجيته بعد اندلاع الثورة التي دعت الى دعم ثوار سوريا بالأسلحة وحتى الى خيارات عسكرية غير مباشرة في محله، علماً ان رئيس هيئة الاركان المشتركة ورئيس جهاز الاستخبارات الاميركية سي. آي. إي... تبنَّياها؟ سألت. اجاب: "اخطأ اوباما في رفض الاقتراحات. مواقفه هي التي جعلت "جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة و"تنظيم القاعدة" والارهابيين يدخلون على خط الثورة. إذا كنت ضعيفاً وأتى من يساعدك فإنك تقبله اياً تكن هويته وسيئاته. لكن هناك مبالغة في إظهار ان "جبهة النصرة" صارت هي الثورة. عدد اعضائها وحلفائها يراوح بين خمسة وعشرة آلاف. فهل يُعقل ان يسيطروا على قسم كبير من ارض سوريا  او ان يتشاركوا السيطرة عليها مع الاسد؟ طبعاً لا. يعني ذلك ان هناك شعباً سورياً يقاتل النظام. "الجيش السوري الحر" هو مجموعة ميليشيات لا تنسيق في ما بينها. والسياسيون المعارضون مجموعات لا تنسيق في ما بينهم. ورئيس الحكومة الذي اختاره الثوار اخيراً هو الذي نسق ومنذ البداية المساعدات الاميركية للثورة".
ما رأيك في المنحى الطائفي والمذهبي الذي تسلكه الاحداث في سوريا سواء من الثوار او من النظام؟ سألت. أجاب: "أكثرية السوريين الذين قُتِلوا منذ بداية الثورة ينتمون الى الطائفة السنية. لكن لا احد يضمن إذا انتصرت الثورة وسقط النظام كلياً او جزئياً ان يصبح عدد القتلى من ابناء الطائفة العلوية اكبر وبكثير. ربما يكون ذلك امراً طبيعياً بعد الذي مارسه النظام. لكنه غير مقبول انسانياً. عند سقوط دمشق وما تبقى من حمص وغيرهما ستقع مذابح. العلويون خائفون. جرّهم بشار الى حرب طائفية واضطرهم الى الوقوف معه، علماً ان ليس لهم اي دور في قراراته. ورغم ذلك فانهم سيدفعون الثمن".
هل جرت اي اتصالات لطمأنة العلويين من الثوار او من داعمهم في الخارجين العربي الاقليمي والدولي؟ سألتُ. أجاب: "اجرت تركيا محاولة كهذه بواسطة سفيرها في دمشق (قبل سحبه) لاستمالة العلويين السوريين وطمأنتهم. ودُعيت شخصيات منهم الى تركيا. لكن اثار ذلك مجموعة من الاتهامات والاقاويل احبطت المسعى كله ابرزها: نحن ما صدّقنا كيف خلصنا من النير التركي. في اي حال تركيا لم تقم بدورها جيداً او لم تعرف كيف تقوم به. إذ جعلت السوريين والسنّة العرب والدول العربية يعتقدون انها حامية لهم. وعند الحشرة لم تقدم لهم شيئاً. تراجعت عملياً وليس سياسياً. قد يكون ذلك اقلق اميركا لأنها كانت تنتظر منها عملاً وليس كلاماً. لكن اميركا تعرف او يفترض ان تعرف ان لتركيا نقاط ضعف داخلية".
بعد ذلك انتقل الحديث الى احتمالات تطور الاحداث في سوريا سواء بالنسبة الى النظام او الى الثورة. وبدا من كلامه انها متنوعة وربما متناقضة. ثم سأل عن الرئيس نجيب ميقاتي وكان ذلك قبل استقالته.
ماذا في جعبة مسؤول رفيع سابق وناشط جدي في السياسة الاميركية داخلاً وخارجاً؟