الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اذهبوا إلى الجحيم فقد أفل نجمكم

اذهبوا إلى الجحيم فقد أفل نجمكم

05.07.2013
عبدالهادي الخلاقي

الشرق القطرية
الجمعة 5/7/2013
لماذا يتراقص الناصريون فرحاً بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه؟! هل انسلخ الناصريون عن قوميتهم التي كانوا يدعونها ويعلقون عليها شعاراتهم الزائفة كما ظهرت حقيقة حسن نصر الله وحزبه الذي كان يدعي المقاومة والممانعة وتحرير الأراضي الفلسطينية؟! ماذا قدم الناصريون للشعب السوري الذي خرج يطالب بحرية وعدالة ورفض للاستبداد والطغيان وهم الذين كانوا يدعون رفض الاستبداد والدكتاتورية في أنظمة الحكم العربية؟!
كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نصيراً لحقوق المواطن العربي ومدافعاً عن كرامته ورفض الاستبداد وإذلال الشعوب العربية فهو من حرر الشعوب من سطوة الاستعمار، أحيا فيها روح القومية العربية، ولكن اليوم انحرف هذا المسار القومي العربي، ففي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الاستهجان والسخط من الصمت العالمي عما يرتكبه النظام السوري وحزب الله بحق السوريين من مجازر وانتهاك لحقوق الإنسان السوري نظم تكتل الحركات الناصرية بتاريخ 16يونيو وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة منددين بقرار تسليح المعارضة السورية، وقبلها قام وفد من الحزب الناصري المصري في العاشر من شهر فبراير2013 بزيارة لدمشق لدعم نظام بشار الأسد لتشجيعه على الاستمرار في خيار إبادة الشعب السوري وتدمير سوريا. هذه المواقف المخزية من عناصر الحزب الناصري أثبتت للعرب سقوط هذا الحزب الذي لا يعترف بحرية الإنسان وكرامته وحقه في العيش بكرامة ويدعم الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية ومنها النظام السوري، كما أن هذا السقوط للناصريين وقبله سقط حزب الله أمام الثورة السورية يظهر لنا عظمة هذه الثورة التي أظهرت لنا حقائق من المؤكد أن معظمنا لن يستوعبها لولا هذه المحنة التي ابتلى بها الله السوريين لنكتشف حقيقة من كنا نراهم مناصرين لكرامة المواطن العربي ومدافعين عن عروبته وهذا الموقف هو انسلاخ على التوجه الناصري الذي رفع شعارات حق الشعوب في تقرير المصير والعيش بكرامة، فمن حق الشعب السوري أن يعيش حياة كريمة هانئة بعيدًا عن الظلم والاستبداد كغيره من شعوب العالم، ولكن هذه المطالب الشعبية لم تعد من أولويات الحزب الناصري الذي يدافع عن هذه الأنظمة التي تمول وتدعم هذا الحزب وأعضائه والظاهر أن المصالح الشخصية طغت على مطالب الشعوب العربية المنادية بالحرية والاستمتاع بالعيش بكرامة وحياة طبيعية كغيره من شعوب العالم، فالعالم أجمع على أن النظام السوري قمعي استباح دماء السوريين من قتل وتدمير وتشريد وتجاهل النداءات الدولية والعربية والإسلامية بوقف حمام الدم في سوريا، والاستجابة لمطالب الشعب السوري الذي ينادي بالحرية والكرامة والعيش داخل وطن آمن، وأن يتوقف النظام عن الملايين من أبناء الشعب السوري فمن المستغرب أن يظهر من يدعي القومية ويخالف العالم أجمع بموقف مخزٍ يساند نظام الطاغية بشار الأسد ويدعم قتل السوريين وتدمير سوريا.
المؤتمر القومي العربي:
مواطن عربي يتساءل: ما هي اختصاصات ومهام المؤتمر القومي العربي الذي عقد مؤخراً في القاهرة؟!
الإخوة المؤتمرون القوميون العرب الكرام هل تطرقتم لقضايا الأمة العربية الراهنة وأهمها في وقتنا الحالي القضية السورية؟! هل قدمتم حلولا أو توصيات أو قمتم بحملة قومية عربية لمناصرة الشعب السوري الذي استبيحت دمائهم لمجرد أنهم خرجوا ينفضون عنهم استبداد ودكتاتورية النظام السوري القمعي؟! هل اكتفيتم بزيارة ضريح جمال عبدالناصر وتراقصتم على جراح الأمة العربية في مراقص القاهرة بينما هناك من يبحث عن بصيص أمل في قوميتكم التي أصبحت تبحث عن فتات المواضيع المهمشية التي لا تستحق النقاش والاجتماع من أجلها؟! ما هو موقفكم حيال كل هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الوطن العربي سواء في سوريا أو العراق أو فلسطين أو البحرين، باعتباركم تقودون مؤتمراً قومياً عربياً من واجباته أن يأخذ على محمل الجد أحداث البلدان العربية ويقف على حيثياتها بمصداقية وتجرد؟! ما موقفكم من تدخل حزب الله في الشأن السوري وأنتم الذين كنتم تفتخرون بإنجازاته الوهمية ومازلتم ترون حسن نصر الله بطلا عربيا؟! ختاماً نقول لكم اذهبوا إلى الجحيم فقد أفل نجمكم ولم يعد لكم مكاناً في قلوبنا أيها المتخاذلون المتآمرون على الثورة السورية فقسماً يتلوه قسماً أن سوريا الثورة ستنتصر آجلاً أم عاجلاً.