الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اذهبوا إلى دمشق

اذهبوا إلى دمشق

31.03.2013
ياسر أبو هلالة



الغد الاردنية
31-3-2013
بعد طول تردد حسم الأردن موقفه مع أي معسكر، وهو موقف تتطابق فيه حسابات المبادئ مع المصالح، الرأي العام مع الرأي الرسمي. نقف مع ثورة الشعب السوري، لأننا نقف مع حق الإنسان في الحرية والحياة. هذا الموقف تقاطعت فيه مصالح السعودية وقطر ومصر عربيا وتركيا إقليميا وأميركا والغرب عالميا، على ما بينهم من خلافات.
وبعد القمة صرنا علانية جزءا من هذا الحلف، لا من حلف يضم فصيل المالكي في العراق وحزب الله وعون في لبنان وإيران إقليميا وروسيا عالميا.
أختلف كثيرا مع السياسة السعودية، وأطالب بالإفراج عن خالد الناطور، لكن موقفها من الثورة السورية أقرب إلى 80 في المئة من الشارع الأردني كما أظهر استطلاع المؤشر العربي. والسعودية اختلفنا أم اتفقنا معها هي الداعم الأول للاقتصاد الأردني، سواء بالدعم المالي المباشر، أم كسوق تصدير أم كمشغل للعمالة. مساحة التردد في الموقف تجاه سورية لدى الرأي العام بحدود 20 في المئة، ومن هؤلاء من يعارضون الثورة ومنهم من يعارض نتائجها، لكن أنصار بشار لا يتعدون 3 في المئة وهؤلاء يمكن رصدهم في الاعتصامات المجهرية أمام السفارة الروسية أو السورية. وفي الفصل الأخير من المشهد يمكن سماع صراخهم المدوي الذي لا يفكر بغير ولي الطاغية المتهاوي ولا يفكر بمصالح الأردن ومستقبله.
ليس مطلوبا أن نخوض معارك مجانية لأجل أكاذيب منسوبة لعصام العريان، ونستعدي حكومة منتخبة نعتمد عليها في الكهرباء. مصر اليوم غير فاعلة ومشغولة بالثورة المضادة لكنها تظل الشقيقة الكبرى. ولا السعودية أكبر مشغل للأردنيين وداعم لاقتصادهم، ولا قطر التي تضطلع بدور مهم في التشغيل ودعم الاقتصاد الأردني، ولا تركيا بوابة أوروبا، ولا الشعب السوري الذي يوشك على انتزاع حريته، المطلوب العكس تماما  أن نبني استراتيجية وطنية لمرحلة ما بعد بشار بالتحالف مع السعودية وقطر وتركيا. وهي دول بالتصنيفات العالمية، بعيدا عن هلوسات وتخبطات أنصار بشار، الأفضل اقتصادا في المنطقة.
هذا تحالف مصالح، أما مبدئيا فمن العار الوقوف مع سفاح، حتى عراق المالكي حليفه الوحيد لم يجرؤ في قمة الدوحة على افتقاده وتذكير الناس به. من يقفون معه في عمان عليهم أن يذهبوا إلى دمشق ويقفوا معه لنقتنع أنهم شجعان ومع مبادئهم. بشار اليوم بحاجة لمن يقف معه ويتظاهر في ساحة العباسيين.
 ومن يقفون مع النظام السوري ليس مطلوبا منهم أن  يشغلوا البعد الإنساني بل ليبقوا على مواقفهم، وليطلبوا من زعيم عروبتهم ان يسمح بنقل الزعتري إلى داخل الحدود السورية، حتى يستقر له الحال ويتخلص من فلول العصابات الإرهابية.
وبعد الانتصار يعود اللاجئون إلى بلداتهم ويقيمون احتفالات الانتصار على المؤامرة.
بشار الأسد يقبل بوجود قوات دولية لحماية إسرائيل وكذلك حزب الله وكيله في المقاومة، نفس هذه القوات المقيمة من 40 سنة في الجولان تتولى حماية إسرائيل، لتحمها ولتحم اللاجئين.
 اذهبوا إلى بشار وهو مسيطر تماما على مطار دمشق وطريقها وساحاتها، لا تغرنكم أكاذيب الإعلام والصور المدبلجة. وهو يحترمكم كثيرا ويسمع كلامكم وسيطبقه وبذلك نحبط مؤامرة الوطن البديل والمؤامرة على المقاومة. هيا فالوقت لا ينتظر.
yaser.hilala@alghad.jo