الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ازمة اللاجئين وألمانيا

ازمة اللاجئين وألمانيا

08.09.2015
صحيفة «غارديان» البريطانية


المصدر: صحيفة "غارديان" البريطانية
البيان
الاثنين 7/9/2015   
محاولات تصوير الاتحاد الأوروبي على أنه جهد مؤسس على أساس أخلاقي يخاطر بإثارة السخرية. هكذا فإن الموقف الشجاع الذي اتخذته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهي سيدة تصعب السخرية منها، من أزمة اللاجئين والمهاجرين يستحق اهتماماً وثيقاً. فقد أمسكت المستشارة الألمانية بزمام المبادرة في قضية لم ينتج عنها شيء، لفترة طويلة جداً، سوى الخلافات بين الدول الأعضاء، ومواضيع دسمة للشعبويين الذين يريدون عزل بلدانهم عن العالم الخارجي.
موضع ترحيب أن يقوم شخص ذو نفوذ بالارتقاء بموقفه، بدلاً من التعسف في الديماغوجية. وقد قالتها أنجيلا ميركل بصراحة: "في حال فشلت أوروبا في قضية اللاجئين، فإن ارتباطها الوثيق بالحقوق المدنية الشاملة سيتم القضاء عليه".
وبالفعل، اتخذت ميركل مبادرة فريدة من نوعها في إعلانها عن أن جميع اللاجئين السوريين سيكونون مؤهلين لطلب اللجوء في ألمانيا، من جانب أحادي، والتنازل، بصورة ملائمة، عن ما يسمى بإجراءات دبلن، والتي بموجبها يتوجب على النازحين المطالبة بحق اللجوء في أول دولة يصلون إليها في الاتحاد الأوروبي.هل يمكن أن يكون ذلك بمثابة نقطة تحول؟
في جميع أنحاء أوروبا، هناك إدراك متزايد لحاجة الدول للعمل معا، وليس "النقاش مع بعضها البعض"، ويتعين على قمة الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة التعامل مع كل هذه التفاصيل. غير أن أنجيلا ميركل أرسلت تحذيراً جاء في الوقت المناسب، يفيد بضرورة مواجهة أحط الغرائز، حيث نبهت أوروبا إلى أنها قد قامت على القيم، بما في ذلك حتمية "ألا يتكرر ذلك مجدداً"..
وهي جملة نبعت مباشرة من ذكريات ثلاثينات القرن الماضي. قد يرى البعض وجود أسباب خاصة أخرى تدفع ألمانيا لإظهار استعداد أكبر مقارنة بغيرها من الدول للانفتاح على اللاجئين، كشيخوخة السكان بصورة سريعة، الأمر الذي يعزز الفوائد الاقتصادية للهجرة إليها. ولكن ذلك لا ينفي رأي أنجيلا ميركل في ضرورة اتحاد أوروبا معاً بشأن قضية استراتيجية لا يمكن أن تزول بمجرد التمني.