الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اسبوع التحول في سوريا بعد (أول المتدخلين)

اسبوع التحول في سوريا بعد (أول المتدخلين)

16.06.2013
طاهر العدوان

الرأي الاردنية
الاحد 16/6/2013
ظهر بشار الأسد  بداية الأسبوع المنصرم وكأنه يستعد للاحتفال بالنصر المؤزر على الشعب السوري بعد ان فرغ من تلقي التهاني من آيات الله في طهران  فيما كان حسن نصر الله  يوزع  الحلوى  بالضاحية الجنوبية في بيروت على جثة القصير المنكوبة . لكنه مثلما وقع ضحية لحسابات قادته الأمنيين قبل ٢٧ شهراً عندما قرر مواجهة مطالب  شعبه بالنار والحديد وظن أنها مجرد جولة او جولتين حتى يرفع  السوريون ايديهم خضوعا واستسلاماً وإذا بها حسابات شؤم وجهل صيغت بعقلية العصابات والشبيحة . نراه اليوم بنفس الحسابات المشؤومة يعتقد انه بإثارة الفتنة المذهبية مع حليفه نصر الله سيقرران مستقبل سوريا ولبنان والمنطقة بالاعتماد على خزان المذهبية الإيرانية واطماعها وأدواتها في العراق وغيره .
  لكن السحر انقلب على الساحر فلم تشهد الأزمة السورية منذ اندلاعها هذا الحجم الكبير من التحرك العربي والدولي لمواجهة هذا التطور المفصلي في مسار الصراع الذي يجسد خطورة التحول  من حرب أهلية إلى حروب طائفية ،  ليس على مستوى سوريا فحسب إنما على امتداد العالمين العربي والإسلامي . لقد أثارت خطابات نصر الله استفزاز جميع علماء السنة او الجماعة في العالم الإسلامي الذين اجتمعوا في الأزهر لإعلان الجهاد في سوريا .
  هذه الحسابات الخاطئة قادت  الدب إلى كرم المعسكر الطائفي ، قبل أيام فقط كانت جميع المصادر  تؤكد بأن أوباما ابعد ما يكون عن الرغبة في التدخل بسوريا،  بينما كان حلفاؤه الأوروبيون والعرب مشلولي القدرة عاجزين عن تزويد المعارضة بقطعة سلاح واحدة ، وبدا ان واشنطن ليست فقط غير راغبة إنما ظهرت مستسلمة في لقاء كيري - لافروف  بموسكو وكأنها تسلم الملف السوري وملف الشرق الأوسط إلى بوتين ، حتى ان الأخير أخذ يمارس دور صاحب النفوذ الأكبر في المنطقة مرسلاً التطمين بعد الآخر إلى إسرائيل حتى لا تخشى السيد الروسي الجديد في سوريا .
 ليس صحيحاً ما قاله نصر الله في خطابه الأخير ( التبريري ) بانه « آخر المتدخلين في سوريا « إلا اذا كان يعتبر تسلل تنظيمات سرية إلى صفوف الثورة السورية بمستوى التدخل الخارجي  ، فهذه التنظيمات  موجودة في لبنان وفي غير لبنان أيضاً ، وهي لا تقارن بالجسر الجوي الممتد من موسكو إلى دمشق ومن طهران عبر بغداد محملاً بالسلاح والعتاد والرجال ، كما ان الجماعات المتطرفة المحدودة العدد في حارات حلب والرقة ليس لها مقاعد في مجلس الامن لتشل كل تحرك دولي حاول وقف المجازر ضد شعب قدم ٩٣ ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى وحيث دمرت المدن والبلدات وبلغ عدد اللاجئين والمهجرين ٦ ملايين ( المصادر الاستخبارية الغربية تقدر عدد القتلى ب ١٥٠ ألفا ) .
  المعسكر الطائفي وغطاؤه الروسي بالغ في الثقة بالنفس وطغت على حساباته العقلية الميليشايوية عندما تمادى  في لعبة  التدويل  بتحويله إلى حرب طائفية دون الأخذ بمحاذير تحولها إلى شاملة للعالم الاسلامي بكامله ، حرب أظهرت بوحشيتها في القصير أنها تهدد امن العالم العربي والإسلامي وبالتالي الامن الدولي كله . وكل فعل لا بد ان يواجه برد فعل من نفس الحجم اواكبر ، لهذا تحولت العواصم خلال الساعات الأخيرة إلى خلايا أزمة عالمية ، من واشنطن إلى باريس إلى القاهرة والرياض وأنقرة ، اجتماعات على مستوى القادة والوزراء والخبراء العسكريين وغيرهم والمحصلة هو ما لم يرد في حسابات  العصابات التي هاجمت القصير ومن خلفهم الذين بدأوا فتح  مكاتب التطوع المذهبي في طهران والبصرة ( اعلن عن تطوع ٣٠٠ الف ايراني)  انه تحول نحو تدويل الصراع وهذه المرة لن يكون الميدان خالياً لموسكو وطهران وسيكتشف نصر الله انه ( أول المتدخلين وليس آخرهم ) وان طهران هي محرك الشر الطائفي