الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استخفاف نظام الأسد بالمفاوضات.. مزيد من الخداع

استخفاف نظام الأسد بالمفاوضات.. مزيد من الخداع

29.01.2014
اليوم السعودية


الثلاثاء 28/1/2014
يستمر نظام الأسد في إثارة الشكوك حول جديته في السعي إلى حل الأزمة في سوريا. ويوم أمس بدأ إعلام النظام وأبواقه في المراوغات، والإدلاء بتصريحات مكررة ومملة بأنه، مهما كانت المحادثات في جنيف2، فإن سوريا ستبقى تحت حكم الأسد الذي هو، بكل شريعة وقانون وعرف ومنطق، مسئول عن مقتل نحو ربع مليون سوري وتغييب أعداد مماثلة في السجون والمعتقلات وتشريد السوريين في المنافي وتخريب المدن السورية، ونشر ثقافة الكره والبغضاء والطائفية والإرهاب في ربوع سوريا.
واستخفاف النظام بمحادثات جنيف2 يؤكد أن الأسد وافق على حضور ممثليه لمؤتمر جنيف ليس رغبة في إيجاد حل في سوريا، وإنما لشراء الوقت وتحويل المفاوضات إلى حلبة خطابية ومهاترات. وبثقافة النظام الحزبية الامتلاكية في سوريا، فإن أبواقه لا تلام على معاداتها لمفاوضات جنيف2، لأن أي حل منطقي عادل أو أي إجراء قريب من الحل المنطقي العادل للازمة في سوريا يجرد النظام من أي حق في البقاء، بالنظر إلى أن النظام يعتمد حلاً واحداً للأزمة في سوريا، هو استيراد الميلشيات الإيرانية المتعددة الجنسيات، وتعزيز آلة القتل التي تأكل أجساد السوريين وتدمر مدنهم وبلادهم وترهب أطفالهم ونساءهم. وحل النظام هذا هو الذي جعل إزالة النظام ضرورية حتمية؛ كي يتمكن السوريون من التوصل لحل سلمي.
ويمكن أن ينجح مؤتمر جنيف في إيجاد بصيص أمل في الأزمة السورية، حينما لا يسمح الوسطاء للنظام ورعاته بمراوغات أو بإنتاج المزيد من المراوغات لتدمير المفاوضات، خاصة أن نظام الأسد الشمولي لا يجيد فن التفريق بين ما يمكن أن يطرح في الإعلام وما يطرح على طاولة المفاوضات، لأن الإعلام في سوريا هو جزء من النظام وثقافته واستراتيجيته.
وما يؤكد استخفاف النظام ومراوغاته وأنه لم يرسل ممثليه لجنيف لإيجاد حل، هو استمرار النظام بنفس النهج والأسلوب العدواني تجاه السوريين والاستخفاف بدمائهم. وقد احتج أحد أعضاء وفد النظام على طرح مسألة إرسال طعام إلى اسر سورية محاصرة تكابد الجوع في حمص، مما يعني أن النظام يخشى، أشد الخشية، أن تكسر محادثات جنيف سلاح التجويع الذي استخدمه لإخضاع مدينة حمص ومدن أخرى.
وتتكشف هنا حقيقة مروعة عن استراتيجية النظام الحربية الوحشية ضد السوريين، هي أن النظام يحاصر المدن السورية ويجوعها لأشهر عديدة وبلا رحمة؛ كي يفاوض ويطرح شروطه على المعارضة للبقاء في الحكم، ورعاية المصالح الإيرانية مقابل إرسال الطعام إلى أطفال سوريين جوعى في مدن محاصرة. وهذه الاستراتيجية ليست غريبة على النظام الذي جرب كل فنون العدوان الوحشي ضد السوريين، بما في ذلك الإذلال الشخصي للسوريين بإرسال الميلشيات التي تنتهك أعراض المواطنين وارتكاب المجازر الفظيعة ضد الأطفال والنساء وهم آمنون في منازلهم؛ بهدف إرهاب الناس وترويعهم وتهجيرهم من مدنهم وقراهم، وإرسال البراميل المتفجرة التي توزع الموت عشوائياً على المنازل في المدن السورية، ثم يضيف النظام إلى فنونه الوحشية استراتيجية التجويع الشامل لأحياء ومدن كاملة. وبعد كل ذلك يطلب ممثلوه في جنيف وبفخر أن يستمر النظام في حكم سوريا واستمرار ممارساته وفنونه الوحشية.