الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استخدام الكيماوي بداية الهزيمة

استخدام الكيماوي بداية الهزيمة

31.08.2013
علي القيسي


الرأي الاردنية
الجمعة 30/8/2013
ما يحدث على الساحة السورية هذه الأيام، يندى له الجبين ويستصرخ العالم ويناشد الضمير الإنساني إذا بقي هنالك ضمير..! فالعالم يقف مكتوف اليدين ومعصوب العينيين على ما يجري من جرائم بشعة تُرتكب بحق الناس الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال والذين يُقتلون على مدى عامين ونصف، لو أن هذا حدث لشعب آخر غير الشعب العربي السوري لقامت الدنيا ولم تقعد، لو قُتل اسرائيليا أو أمريكياً أو أوروبياً في أطراف المعمورة لقام العالم وأدان واستنكر وتدخلت الجيوش وانعقد مجلس الأمن وأصدرت القرارات الحاسمة لذلك الأمر.. ولكن الدم العربي والإنسان العربي رخيصاً جداً ولا يستحق الدفاع عنه أو المطالبة به حتى لو كان ذلك بدوافع إنسانية أو بدوافع خلقية أو بدوافع دينية.. فالعالم متواطئ نقولها بصراحة أمام الدم السوري الذي يراق بأسلحة محرمة دولياً وهي الأسلحة الكيماوية التي نزلت إلى المعركة ضد الأبرياء والناس الآمنين في بيوتهم بحجة القضاء على المعارضة المسلحة والجماعات التكفيرية (وهذا العُذر هو الذي الأقبح من ذنب).. فالنظام فقد صوابه وأصبح لا يهمه من هذا الشعب إلاّ أن يبقى على كرسي الحكم المترنح، لم يتوقع أحد إطلاقاً أن تستمر هذه الحرب طوال هذه الأعوام إلاّ في حالة الموافقة على استمرارها من قبل دول كبرى في ظل تداخل المصالح والمنافع واستبعاد الحسم إن كان عسكرياً أو سياسياً إن قتل الناس بالأسلحة المحرمة دولياً وهؤلاء الناس هم من المواطنين السوريين الذين يتعرضون الآن للإبادة الجماعية على يد مليشيا حزب الله ومليشيا أبو فضل عباس والحرس الثوري الإيراني ما يبرر التدخل الدولي في هذا البلد لإيقاف هذه المذبحة التي يروح ضحيتها الأخوة السوريين على أرض بلدهم، ترى هل يبقى مسلسل الموت وصور الدمار والخراب وتفحم الجثث وتناثر الأشلاء مستمراً إلى أجل غير مسمى؟؟ ترى ما الحل في إيقاف هذه الحرب الشرسة التي أخذت أبعاداً وتداعيات ومناحي خطيرة جداً وأصبح حلها خارج إرادة الشعب السوري وخارج عن إرادة النظام..!
إن ما يحدث هذه الأيام من استعمال للأسلحة الكيماوية والغازات السامة ضد الأبرياء في دمشق وخاصة الغوطة الشرقية والذي أوقع الآلاف من القتلى يستنهض همم الجميع خاصة الدول الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وكل دول العالم لأن الأمر جد خطيراً وترف الإنتظار ينبغي أن لا يطول فالقاتل بات في حل من أمره وقد أصمّ أذنيه وأغمض عينيه عن كل ما يجري حوله وانفصم عن الواقع وهذا لعمري أخطر ما في فصول هذه الحرب الدائرة في سوريا، بقي أن أضيف إن تأخر الحسم العسكري لدى النظام لا بل انعدام الحسم العسكري ضد المعارضة المسلحة وانغلاق الأفق السياسي هو ما يشجع النظام السوري إلى استعمال الأسلحة الفتاكة لإنهاء وقمع ثورة الشعب السوري، ولكن مهما طال هذا الصراع وعظمة التضحيات واشتدت المعاناة فالفرج قادم، اشتدي انفرجي فالنصر دوماً للشعوب المضطهدة والمقبوعة والمقتولة من الوريد إلى الوريد وإن غداً لناظره قريب.