الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استدراك سعودي للتباطؤ الأميركي في سورية

استدراك سعودي للتباطؤ الأميركي في سورية

24.11.2014
الوطن السعودية



الاحد 23-11-2014
حين تذكر الأخبار الأسبوع الماضي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينوي مراجعة السياسة الأميركية في سورية، وقد طلب من مستشاريه العمل على ذلك؛ لكونه توصل أخيرا إلى أنه يصعب القضاء على تنظيم داعش، قبل إنهاء نظام بشار الأسد.. وحين يتحدث السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد قبل يومين خلال جلسة في مجلس النواب الأميركي عن كون الضربات الجوية التي يفترض أنها تهدف إلى إضعاف تنظيم "داعش"، تخدم نظام بشار الأسد.. فالمؤكد أنه لا بد من تغيير استراتيجية الولايات المتحدة المعتمدة من سورية، وبالتالي استراتيجية التحالف الدولي ضد الإرهاب في تحديد حركته والأهداف التي تقصفها الطائرات.
فمن جهة أولى، ما لا تعرفه الإدارة الأميركية أو تعرفه وتتجاهله أن النظام السوري استغل فرصة قصف التحالف الدولي لبعض المناطق ليعاود بدوره قصفها بعد أن توقف عن ذلك فترة، كما حدث في الرقة – معقل داعش – الأسبوع الماضي، حيث قتل النظام السوري عشرات المواطنين في قصفين على المدينة، أحدهما استهدف مدرسة ثانوية وقضى على عدد من الطلاب وبعض سكان الجوار. ومن جهة أخرى، فالحقيقة التي أدركها الأميركيون أو أعلنوها أخيرا هي أن النظام السوري سبب كل الأزمات التي تمر بها المنطقة حاليا، وبالتالي فالأولوية للتخلص من جذر المشكلة بدل التوجه إلى الفروع، فذلك يسهل ويسرع عملية الخلاص ويساعد على وضع حلول مجدية.
وحين يؤكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل أن الأسد هو الذي خلق الفوضى في سورية، مؤكداً أنه لا بديل عن الحل الدبلوماسي، فذلك – إضافة لما سبق – فإن هذا يعني أن استراتيجية الولايات المتحدة لم تكن نافعة في الأزمة السورية، وبناء عليه كان لا بد من تحرك طرف آخر لزحزحة الأمور بدل الجمود، وإيجاد منفذ لتقديم ما يسهم في التوجه نحو مخرجٍ للأزمة.
ومن هنا، وإدراكاً بأن روسيا جزء من الحل السياسي لاحتماء النظام السوري بها، فقد جاء التحرك السعودي الأخير عن طريق سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بزيارة موسكو، حيث أُعلن عن اتفاق على "ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس جنيف1" من غير التخلي عن شرط الإبقاء على وحدة وسيادة الأراضي السورية، ولعل الخطوات اللاحقة تحمل مؤشرات إيجابية للخلاص.