الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استراتيجية أكبر في سوريا

استراتيجية أكبر في سوريا

02.09.2013
واشنطن بوست



البيان
الاحد 1/9/2013
ذكر مسؤولون أميركيون كِبار، أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرس القيام برد عسكري، إذا ما تأكد أن الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم أسلحة كيماوية ضد المدنيين السوريين. وكما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤخرا، فقد كان "الاستخدام العشوائي، على نطاق واسع" للأسلحة الكيماوية بمثابة "جريمة أخلاقية فاحشة"، وهنالك حاجة ماسة لرد فعل كبير، إلا أنه ينبغي أن يكون جزءاً من استراتيجية أكبر تهدف للتأثير على نتائج الحرب في سوريا.
وعلى مدى أكثر من عامين، تفادى الرئيس أوباما صياغة مثل هذه الاستراتيجية، ولم تقم إدارته بشيء يذكر عندما رد الرئيس الأسد بوحشية على المظاهرات السلمية. وأكد أوباما على أن مآل الرئيس الأسد السقوط، إلا أن الأخير لم يفهم ذلك التلميح ويتصرف على أساسه.النتائج التي يقلق الرئيس الأميركي من أنها قد تحدث نتيجة المشاركة الأميركية، تأتي في معظمها في غياب مثل تلك المشاركة. وحيث إن سوريا أصبحت ملاذاً لألوف المقاتلين المنتمين لتنظيم القاعدة، فقد انتشر العنف للدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص لبنان والعراق. وحليفتا أميركا، تركيا والأردن تحديدا، يهددهما خطر الغرق بمئات آلاف النازحين السوريين. ووفقا لمنظمة "أطباء بلا حدود"، وغيرها من المصادر الموثوقة، فقد تم، على ما يبدو، استخدام أسلحة الدمار الشامل في نطاق لم يسبق له مثيل منذ ملاحقة الرئيس العراقي السابق صدام حسين للسكان الأكراد عام 1988.
لقد كان الرئيس الأميركي محقاً منذ البداية في أن الأزمة السورية لا تقدم خيارات جيدة لصناع القرار الأميركيين، وأصبح هذا الأمر حقيقياً أكثر بينما بقيت أميركا متحفظة. ومع وجود دعم قليل من الغرب، فإن قوى المعارضة التي تتبنى سوريا ديمقراطية متعددة الطوائف، وجدت نفسها وقد تعرضت للتحدي والإضعاف، ليس من قبل قوات الرئيس الأسد فحسب، بل أيضا من قبل المزيد من المقاتلين المتشددين.
لكن حقيقة أن سوريا لا تقدم نتائج أو خيارات مثالية، لا تعني أن جميع النتائج المحتملة غير مرغوب فيها على نحو متساو. وحاليا، يبقى من مصلحة أميركا، كما كان قبل عامين، التعرف على المزيد من القوى المعتدلة الغالبة. ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال وابل أو وابلين من صواريخ "كروز"، بل سيتطلب صبراً والتزاما. لا تستطيع أميركا إملاء النتائج في سوريا، وسيكون من الحماقة إرسال قوات برية في محاولة للقيام بذلك، إلا أنه من خلال دمج الإجراءات العسكرية مع التدريب وإمدادات الأسلحة والدبلوماسية، يمكن إحداث تأثير كبير.
يتوجب أن يتم النظر لمثل ردود الفعل العسكرية هذه، كأحد مكونات سياسية تعترف أخيرا بالمصلحة الأميركية في المساهمة في تشكيل مستقبل سوريا.