الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استراتيجية محفوفة بالمخاطر

استراتيجية محفوفة بالمخاطر

23.09.2014
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية



البيان
الاثنين 22-9-2014   
ترتكز الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاربة تنظيم "داعش"، إلى حد كبير وبشكل غير ثابت، على وجود ثوار في سوريا لمحاربة التنظيم، حتى فيما يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعتبر الخطة مفعمة بالأمل، ومحفوفة بالعقبات. فخلال الحرب الأهلية السورية كان الرئيس الأميركي متردداً بخصوص تقديم الأسلحة والمساعدات العسكرية للثوار السوريين.
وقد كان مستحيلا منذ البداية تقريباً، تحديد بنية جماعات الثوار وطبيعتها، حيث يوجد نحو 1500 جماعة، وفقاً لما ذكره جيمس كلابر مدير المخابرات المركزية الأميركية.
والمجموعات التي تم تحديدها من قبل وكالات الاستخبارات الغربية بصفتها معارضة معتدلة، كانت ضعيفة ومقسمة ودون خطط متماسكة أو هياكل قيادية مستدامة.
واليوم فإن أولئك الذين يطلق عليهم وصف "معتدلون"، هم أضعف وأكثر انقساماً، وفي بعض الحالات يكون أفضل مقاتليهم عبارة عن متشددين.
ويعتبر تنظيم "داعش"، الذي أفاد جهاز المخابرات المركزية بأنه يضم نحو 31.500 مقاتل في العراق وسوريا، مجهزاً بالفعل تجهيزاً جيداً، وأثبت قدرته على شن الحروب والاستيلاء على الأراضي في العراق وسوريا.
ورغم جهود أميركا وغيرها من الدول لإقناع جماعات الثوار بالاتحاد تحت مظلة قيادة عسكرية وسياسية مشتركة، فإنه لا توجد قيادة موحدة حتى الآن.
وقد تكون هذه الجماعات قريبة من الهزيمة في مدينة حلب، حيث تقاتل معا قوات الرئيس الأسد و"داعش"، وفيما يتجاوز ذلك، هنالك أسئلة أكبر.
 فالهدف الرئيسي لأميركا في الوقت الراهن هو "داعش"، إلا أن الهدف الرئيسي بالنسبة إلى جماعات الثوار الرئيسية هو التخلص من بشار الأسد، فكيف يمكن التوفيق بين هذين الهدفين؟
وكيف يمكن تجنب المشاعر المعادية لأميركا؟ وكيف يمكن الحفاظ على الأسلحة التي يتم توريدها للمقاتلين الثوار بعيداً عن أيدي "داعش"؟
يعتبر نجاح أميركا في تدريب قوات الأمن في بلدان أخرى متضارباً في أحسن الأحوال، وما لم تستطع إدارة الرئيس أوباما القيام بعمل أفضل مع الثوار السوريين، فليست هناك فرصة لنجاح القتال ضد "داعش".