الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استراتيجية موثوقة لإيقاف الحرب

استراتيجية موثوقة لإيقاف الحرب

21.09.2013
صحيفة «غارديان» البريطانية


البيان
الجمعة 20/9/2013
يُعتبر الاتفاق الذي أجري في جنيف بين أميركا وروسيا، أخيراً، فيما يتعلق بالتعامل مع مخزون سوريا الكيماوي، على الأرجح، أفضل حل في إطار العمل، يمكن لأي شخص تأمله في هذه الظروف. ويتوجب على الرئيس السوري بشار الأسد ذكر المخزونات التي يحتفظ بها في غضون أسبوع، عوضاً عن شهر.
وبحلول شهر نوفمبر المقبل، ينبغي على مفتشي الأمم المتحدة أن يوجدوا على الأرض، للتحقق والتأكد، ويجب تدمير المخزونات نفسها بحلول منتصف عام 2014.  وحتى لو أفلتت بعض مخزونات الأسلحة الكيماوية من هذه المصيدة، كما حصل عندما تخلى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عن الأسلحة الكيماوية في عام 2003، فإنه ما كان يمكن لشيء مماثل، إلى حد ضئيل، أن يحدث في ضربة جوية.
والتي كان يمكن أن تؤدي إلى تدهور قيادة الرئيس الأسد وبنية سيطرته، إلا أنها كان يمكن أن تبقي المخزونات الكيماوية نفسها سليمة.  ويُبقي هذا الحل الحظر الدولي على استخدام هذه الأسلحة المروعة قائماً، حيث قد تم أخيراً، فحسب، تعزيز اتفاقية الأسلحة الكيماوية.
إلا إنه من حيث التعامل مع الحرب الأهلية السورية نفسها، فإننا اليوم أقرب قليلاً لمؤتمر سلام جنيف الثاني. وصحيح أنه ينبغي البناء على هذا الاتفاق.
وصحيح كذلك أنه من الممكن استخدام روسيا كوسيلة مهدئة للرئيس السوري بشار الأسد. وإذا ما مضى هذا الاتفاق قدماً، فإنه سيسمح، أو على الأقل، لن يعيق إعادة مد جسور دبلوماسية مع طهران. بدءاً بحوار مستقل مع الرئيس الإيراني المحافظ حسن روحاني، وهو في الواقع أمرٌ أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، ففي إسرائيل هنالك المزيد من الشك، حالياً، بأن يقوم الرئيس باراك أوباما بإقرار توجيه ضربات جوية ضد منشآت إيران النووية.
والقول إن التفسير، الأكثر ترجيحاً، لمجزرة الغوطة في دمشق أنها قد تكون نتيجة عمل قائد محلي متحمس للغاية، لا يبرئ الرئيس الأسد. سيكون انتزاع هذه الأسلحة من ساحة القتال مريحاً بالنسبة إلى المدنيين، الذين يتعرضون لإطلاق النار من جميع أنواع الأسلحة التقليدية.
لقد كانت الدبلوماسية الروسية في قمة الانتهازية، أخيراً. إلا أن حججها بأن الرئيس الأسد لم يستخدم أسلحة كيماوية كانت خادعة. لقد قفز الروس، فقط، إلى الفراغ الذي خلفه تردد أميركا التي أنهكتها الحرب. لذلك يتعين على الرئيس الأميركي وضع استراتيجية موثوقة من أجل إيقاف هذه الحرب. ومع تزايد عدد اللاجئين يومياً، فإن الاحتواء يُعد حلماً. وكذلك سياسة التدخل، ولا يوجد مؤشر على اختلال توازن القوى في ساحة القتال.