الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استشهاد زهران ... و مؤامرات الطغيان!!

استشهاد زهران ... و مؤامرات الطغيان!!

02.01.2016
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الخميس 31/12/2015
ليس غريبا أن نطلق على زماننا الذي نعيشه أنه عصر الشهداء, وذلك لوفرة عددهم, الذي رَبا على مئات الآلاف ممن ضحوا بأنفسهم وجادوا بأرواحهم في سبيل الله تعالى والدفاع عن الوطن والأرض والعرض, ومازالت نوعيات الأمثلة النبيلة الجميلة من هؤلاء تملأ الدنيا عبيرا فوّاحا في حين أن قاتليهم الطغاة أوسخ نفايات الناس لاينشرون إلا النتانات الخبيثة ذات الروائح الكريهة التي تزكم بل تدمي القلوب قبل الأنوف تقززا و اشمئزازا. والتي ما زالت تلفحنا من دول مجلس الأمن بل الخوف والأمم المتحدة بل المتفرقة التي ما أُسست إلا لتنحاز إلى الظالم لا إلى المظلوم! واليوم يجثم الثقلاء المبغوضون لدى كل حر في العالم -أوباما المتخاذل بل المتآمر هو وبوتين الغبي امتدادا لتاريخ بلادهم في مجال حقوق الإنسان مع الصهاينة المغتصبين والصفويين الوحوش وأدواتهم القاطعة رغم فسادها جرحا وذبحا -على شعوبنا العربية و الإسلامية لتكون أماني الحياة لليهود وأذنابهم , فاليهود على ما يعيد تأكيده "النتنياهو": هم شعب الله المختار ومن سواهم لا يُساوُون بالحشرات! ويجب أن يزولوا من العالم, وهذا ما استغربه كبير المفاوضين في الشأن الفلسطيني "صائب عريقات" – مع أنه علماني- ونشرته جريدة الشرق القطرية الثلاثاء 29/12/2015 أنه يعجب من السكوت عن تصريحات نتنياهو الخطيرة واللا مسؤولة لأنها بمثابة دعوة مفتوحة للتطهير العرقي , وستشكل تهديدا مباشرا لحياة كل من ليس يهوديا من أصحاب الديانات الأخرى. ! كم مرة قلنا لكم ولحلفكم يا صائب,: إن عدو جَدِك لا يودك ولو أطعمك عسلا!!
وهنا – وبينما – أعرب سفير الصهاينة في ألمانيا " ياكوف يعقوب داس هاندلسمان" عن ارتياحه لتصفية قائد جيش الإسلام "زهران علوش" ونائبه و بعض المرافقين في دمشق والغوطتين بقصف لطائرات روسية, وأن ذلك حق قانوني لحرب الإرهابيين لأنهم يعتبرون خطرا كبيرا على أمن الكيان الصهيوني- تأتي إيران ليعلن إعلامها المعادي للثورة السورية والمسلمين السنة جميعا أن علوش إرهابي وهَّابي تربَّى على موائد المخابرات السعودية! فيكرر السفير هاند لسمان أي التاجر: أن زهران كان وهابيا إرهابيا معاديا للسامية ولذا فعلى الألمان والأوربيين تقليص علاقاتهم مع السعودية وقطر محذرا من إسلامية تركيا! تماما كماهي بجاحة بوتين روسيا وخامنئي إيران وعبادي العراق والأسد الفأر اللاهث خلفهم للبقاء على الكرسي. ولكننا لا ننسى هنا أن هاندلسمان أشاد بالمستشارة الألمانية "ميركل" لتعاونها مع الصهاينة. وكيف لا وهي التي صدّرت لهم هذا الشهر غواصة حربية بأربعمائة مليون دولارا! إذن فاللصوص شركاء وكلهم يفرحون بالقضاء على القادة العرب والمسلمين ماداموا مدافعين عن القِيَم والمبادئ في مواجهة الهيمنات الكبرى و الصغرى للظالمين. لقد حزنت من فؤادي أشد الحزن كما حزن أكثر الشعب السوري وأحرار العالم لفراق الشهيد زهران – نحسبه عند الله كذلك – لكننا نفرح له باتخاذه شهيدا (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) آل عمران: 140. وفي الحديث الثابت عنه صلى الله عليه وسلم – كما في مجمع الزوائد – (إذا كان آخر الزمان انتقى الموت خياركم كما ينتقي أحدكم الرُطب من الطبق) فنسأل الله له المغفرة و التطهير, وإذا كنا نقرأ في الحديث : (أن الذي يقوم بشعيرة الأضحية يغفر له بأول قطرة من دمها كل شيء فعله) كما قال عليه السلام : وإذا كنا نسمعه وهو في الحج الماضي يقول للكاتب الناشط "أنور مالك " نحن لا بد أن ننتصر فإن تم هذا فهو أملنا وإن كانت الشهادة فهي أيضا نصر من الله . وعليه : فنحن نأخذ بالظاهر والله يتولى السرائر وقد سمعنا تزكيته ممن هم مُزَكَون من العلماء والناشطين, أما ما ذُكر عن تصرفات مؤولة - إن ثبتت على الشهيد زهران- فإننا لا نقر الخطأ و يجب على جيشه أن يطلق سراح من هم ربما ظلموا وهذا من برهم بقائدهم إلا أن يثبت العكس وينظر لكل قضية بحيثياتها كاملة ويحكم فيها القضاء , أما التهويل من غير دليل في أي شأن أوشخص فغير مقبول .
وعلى كل فإن الخبير المسؤول عن علاقات ألمانيا مع روسيا وصف الاغتيال بالخسيس وأن الروس يريدون إجهاض عملية السلام و الرد على مؤتمر الرياض. و مثل هذا قال الزعيم وليد جنبلاط الذي تعتبر أكثر مواقفه مع الثورة. أما شعبنا الذبيح فيزف الزغاريد للشهداء, لأنهم أكرم منا جميعا, وأنه لا إرهابي في سورية و الأسد الذي قتل أكثر من ثلاثمائة ألف موجود, و الشعب وحده الذي يصنف من هو الإرهابي وليس الروس و لا غيرهم كما قال د.خالد محمد العطية وزير الخارجية القطري بصراحته المعهودة.