الرئيسة \  تقارير  \  استعراض قوة أميركي فوق الشرق الأوسط وسط توتر مع إيران

استعراض قوة أميركي فوق الشرق الأوسط وسط توتر مع إيران

07.09.2022
العرب اللندنية


العرب اللندنية
الثلاثاء 6/9/2022
الدوحة/بروكسل - أعلن الجيش الأميركي الاثنين أنّ قاذفتين من طراز "بي - 52" القادر على حمل رؤوس نووية، حلقتا فوق منطقة القيادة الوسطى التي تشمل الشرق الأوسط، في عرض للقوة يأتي في خضم التوتر مع إيران بسبب برنامجها النووي.
وقالت قيادة المنطقة الوسطى في بيان على موقعها إنّ القاذفتين حلقتا إلى جانب طائرات مقاتلة تابعة لسلاحي الجو الكويتي والسعودي فوق شرق البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر.
وأوضح قائد القوات الجوية المركزية التاسعة في القيادة الوسطى اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش أن المهمة تعبّر عن "تمثيل قوي وواضح لالتزام الولايات المتحدة الدائم تجاه المنطقة"، مضيفا "لن تمر التهديدات الموجّهة للولايات المتحدة وشركائنا دون إجابة. تُظهر المهمة قدرتنا على توحيد القوى لردع خصومنا، وإذا لزم الأمر هزيمتهم"، من دون أن يحدّد الخصم.
ويأتي عرض القوة في وقت تزداد فيه التوترات بين طهران وإيران على خلفية احتمال تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي للعام 2015.
وقال جوزيف بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين إنه أصبح أقل تفاؤلا حيال التوصل إلى اتفاق سريع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك عما كان عليه قبل وقت قصير.
وأضاف في تصريحات للصحافيين في بروكسل "يؤسفني أن أقول إنني أقل ثقة اليوم مما كنت عليه قبل 28 ساعة... إزاء احتمالات إبرام الاتفاق الآن".
وأكدت إيران الاثنين أنها لم تتلق بعد رد الولايات المتحدة على ملاحظات تقدمت بها الأسبوع الماضي بشأن النص المقترح لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، واعتبرت واشنطن في تعليق أولي أنها "غير بناءة".
وبحسب البيان العسكري الأميركي، فإن واشنطن "لا تسعى إلى صراع ولكنها ملتزمة بالرد على أي طارئ في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية".
وكانت آخر مهمة طيران لقاذفات في الشرق الأوسط في يونيو الماضي، وقد نفذ الجيش الأميركي هذا العام أربع طلعات لهذه القاذفات الإستراتيجية فوق المنطقة.
ويأتي تحليق القاذفتين الأميركيتين فوق شرق البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر بعد أيام قليلة على احتجاز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتين عسكريتين أميركيتين من دون ربان في البحر الأحمر لفترة وجيزة، قبل أن يفرج عنهما، فيما يأتي هذا الاستفزاز البحري في خضم شد وجذب متواصلين حول الردّ على مقترح التسوية الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي.
ولاحقا قدمت الولايات المتحدة رواية مناقضة للرواية الإيرانية، مؤكدة أن قوات البحرية الأميركية أجبرت نظيرتها الإيرانية على الإفراج عن السفينتين المسيّرتين.
ودخلت واشنطن وطهران في الفترة القليلة الماضية في حالة من الشد والجذب على خلفية اشتراطات إيرانية قد تقوض جهود إحياء الاتفاق النووي من أساسها، ما ينذر بانفتاح الأزمة على كل الاحتمالات بما في ذلك الخيار العسكري، في الوقت الذي تحشد فيه إسرائيل دبلوماسيا وتتهيأ عسكريا لمثل هذا السيناريو.
وإلى جانب استعراضات القوة المتبادلة، وجهت الولايات المتحدة في أغسطس رسالة قوية لإيران، حين نفذت قواتها ضربة عسكرية استهدفت جماعات ومواقع إيرانية في سوريا.
وذكر الجيش الأميركي حينها أنه نفذ ضربة في دير الزور استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، لكن طهران سارعت لإنكار أي صلة لها بتلك الجماعات ونددت في الوقت ذاته بما اعتبرته انتهاكا أميركيا لسيادة سوريا.
وقالت القيادة المركزية للجيش في بيان إن مثل تلك الضربات تهدف إلى حماية القوات الأميركية من هجمات الجماعات المدعومة من إيران.
واستشهدت بحادث من هذا القبيل وقع في الخامس عشر من أغسطس، اشتمل على هجوم بطائرة مسيّرة على مجمع يديره التحالف ومقاتلو المعارضة السورية المدعومون من الولايات المتحدة لم يوقع إصابات.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" الكولونيل جو بوتشينو "الرئيس أعطى توجيهات بهذه الضربة".
ووصفت القيادة المركزية الضربة بأنها "إجراء متناسب ومدروس يهدف إلى الحد من مخاطر التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات"، مضيفا أن الضربات في محافظة دير الزور "استهدفت منشآت بنى تحتية تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".
وفي سياق التوترات القائمة، وقعت إسرائيل في مطلع الشهر الحالي أمر شراء قيمته 927 مليون دولار لحيازة أربع طائرات بوينغ من طراز كي.سي - 46 أي، ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2025.
وستحل الطائرات محل طائرات بوينغ 707 متعددة الاستخدامات التي يعود عمرها إلى العشرات من السنين وتستخدمها إسرائيل حاليا للتزود بالوقود في الجو. ومن شأن الطائرات الجديدة أن تساعد إسرائيل في إظهار جديتها بشأن احتمال توجيه ضربة تهدد بها منذ فترة طويلة للمنشآت النووية الإيرانية.