الرئيسة \  مشاركات  \  استغلال حرية الرأي

استغلال حرية الرأي

22.12.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 21‏/12‏/2015
يعتبر حرية الرأي من البنود الرئيسية التي كانت وراء قيام السوق الاوربية المشتركة عام 1965 ثم تطورت السوق لتصبح الاتحاد الاوروبي وتطوير هذه الاتفاقية في عام 1995، اذ تنص اتفاقية عام 1995 تأكيد الاتحاد الاوروبي حماية حرية الراي والمحافظة عل حقوق الانسان وصيانة كرامته منبثة بالوقت نفسه  اتفاقيات حقوق الانسان الدولية  التي تم التوقيع عليها في جنيف  عام 1950  التي تنص عدم المساس بالشخصيات الدينية التي لعبت دورا بارزا في حياة الانسان ، فالأنبياء يعتبرون رموز دينية يجب المحافظة على قدرهم وعدم توجيه اي إهانة لهم اذ تعتبر هذه الاهانة وفق القانوني الدولي تجريما ، كما تنص اتفاقيات حقوق الانشان عدم التدخل بشئون سياسة داخلية تنتهجها دولة ما وفق دستورها ، فالدول التي تؤكد ان الشريعة الاسلامية مصدر تشريعها  ورضي بذلك شعب تلك الدولة بذلك فالتدخل بأمور سياستها الداخلية من خلال معاقبة من يهين الاسلام والازدراء بتعاليمه يعتبر وفق القانون الدولي لحقوق الانسان اعتداء صريح على حقوق الشعوب وفق تأكيد أستاذ مادة حقوق الشعوب في جامعة مدينة نورنبيرج هاينر بيليفلد احد مؤسسي مجلس شورى حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحدة المتحدة وعضو مجلس رئاسة محكمة حقوق الانسان الاوروبية .
الا انه مع انهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا وانتهاء الحرب الباردة السابقة الاتي كانت بين الراسمالية والشيوعية عام 1989كان لا بد للاعلام الغربي ان يجد عوا جديدا وجد بالاسلام ضالته المنشودة ، فالاسلام عدو تقليدي للغرب منذ ظهوره ووصوله الى مشارق الارض ومغاربها ولا سيما وصوله الى اوروبا . هذا العداء كان وراء ظهور أقلام اصحابها ضعفاء النفس كانوا مغمورين لا أحد يأبه لهم ، فما ان وضع البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي كتابه / آيات شيطانية / التي أهان وسخر به من جميع الانبياء والاديان عام 1988 ، كان اول من سارع بتعريف هذا الرجل واشهاره زعيم الثورة الايرانية الخميني فاصبح الحكم عليه بالاعدام والمكافأة التي وضعها لمن يقتله وراء تشجيع اقلام اخرى بالنيل بالاسلام مثل البنغالية تسلميه نسرين التي لجأت الى سويسرا ثم تبين للسويسريين ان المذكورة  جاهلة  كما ظهرت أقلام اوروبية تكن للاسلام عداوة قديمة سببها تلك الكتب التي وضعها مؤرخون ومستشرقون عن الدين الاسلامي تفتقر الى الدقة اضافة الى العداوة والافتراء على هذا الدين .
والاسلام الدين الوحيد الذي حافظ على حقوق الانسان وصيانة كرامته وحريته  بل حرص على حرية الرأي وحوادث التاريخ الاسلمي  تمتلأ بها الكتب . وقد نص التشريع الاسلام عدم اقامة حدود القصاص على المرتد الذي يعيش خارج نظاق البلاد الاسلامية ، سأل سيدنا عمر  بن الخطاب رضي الله عنه رجلا أرسله بو موسى الاشعري يبشره باحد الفتوحات ، أمِن مغربة / ويعني بدل هل وقع حادث بالغربة / قال رجل ارتد فققله ابو موسى ، قال عمر اللهم لم أشهده ألا استتبتموه . ولكن اذا ما اراد من يعيش داخل بلد اسلامي وظهرت منه بوادر تدل على طيشه واستهتاره بتعاليم الدين فان على الدولة التي يعيش بها معاقبته واستتابته ،وذلك ضمن وفق قوانين حقوق الانسان التي تنص على عدم الازدراء بالتعاليم الدينية والاستهتار بالرسل . وهذا ما أكدته رئيسة أكاديمية الفنون بالعاصمة برلين ينينيه ميرألفيل رفض اهل الفن لمن يهين الاسلام والاديان والرموز الدينية والسياسية التي لعبت دورا كبيرا في حياة الانسان وذلك اثناء تقديمها انصاف حيدر زوجة السعودي رائف بدوي المعتقل ببلاده بسبب آراءه التي رآها علماء وخبراء تلك الدولة بانها امتهان واهانة صريحة للدين الاسلامي والرسول محمد عليه الصلاة والسلام وذلك يوم الجمعة من 18 كانون اول / ديسمبر للمشاركين بندوة حول بدوي عقب منح البرلمان الاوروبي جائزة / زاخاروف / لحرية الراي لرائف بدوي يوم الاربعاء من 16 الشهر الجاري .
أهانة الرسول عليه الصلاة والسلام جريمة من الجرائم ، ويروى لنا التاريخ انه جيء للسلطان سليم الاول العثماني الذي استلم مقاليد الخلافة من آخر خلفاء بني العباس بمصر ، برجل شتم العرب فقتله لأن الرسول عليه الصلاة والسلام عربي ، أما أهانة حاكم ما فالامر يعود الى الحاكم فاما ان يعاقب او يعفو .
لا يوجد انسان سواء كان عربيا او غير عربي استهتر بالدين الاسلامي وبرسوله عليه الصلاة والسلام يملك ذرة من الجمال والذكاء . ويرى علماء النفس ان هذه الطبقة من البشر تعاني من مرض نفسي مرده اضافة الى حبها للشهرة عدم تمتعها بجمال الخلْق ومن بين هؤلاء انصاف حيدر ، اذ لما دخلت قاعة  أكاديمية الفنون حسبها الناس وانا منهم فتاة لا تبلغ من العمر عشرة اعوام وقد أسعفها الحذاء الذي تنتعله والذي يبلغ علوه خمسة عشر سم وتكلم بكلام تعثر على المترجم ترجمته لم تستطيع ان تبين لنا الذي تريده كل ما طلبته ان نقف الى جانبها من اجل اطلاق سراح زوجها التي تكاد تموت بحبه ، كما قرأ بعضهم آراء بدوي الذي اعتقل بسببها فاذا هي لا تنطبق على شخص يعرف ما يقول ، آراء صبيانية لا تخرج الا من شخص لم يدخل مدرسة في حياته .
بما قتل  الخليفة عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى الحارث بن سعيد    الكذاب الذي ادعى النبوة  وجاء بأهاريج تفوق خرافات مسيلمة الكذاب عاتبه خالد بن يزيد بن معاوية الذي كان يعتبر من علماء عصره بالطب والفلسفة  لقتله وقال له لو كنت مكانك ما قتلته ولبادرت لتجويعه لأنه كان يعاني من مصائد الشيطان فلو أجعته لشفي وعاد الى طبيعته حرية الراي استُغلت من قبل ضعاف النفوس الذين استغلوا ايضا الاوروبيين الذين ينادون بحرية الراي وحقوق الانسان اذ يعرفون ان الاوروبيين يتربصون أخطاءً ترتكبها السعودية وقد أكد على ذلك استاذ مادة حقوق الانسان في جامعة نورنبيرج اذ اشار بأن اوروبا تعيش بمرض نفسي فاذا ما انتقد احد الاوروبيين سياسة الكيان الصهيوني فيتهم بالمعاداة للسامية واذا ما بدرت منه جملة ضد الافارقة اتهم بالعنصرية الا ان الاوروبيين يقولون اذا ما أهان احدهم الاسلام ونبيه فيقولون  ان ذلك من حرية التعبير  معربا في الوقت نفسه عن أسفه بأن الاوروبيين يؤيدون أيضا استغلال حرية الراي .