الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استمعوا لنصر الله

استمعوا لنصر الله

13.11.2014
موشيه آرنس


القدس العربي
هآرتس 11/11/2014
الاربعاء 12-11-2014
إستمعوا لنصر الله. لا يوجد شيء جديد فيما قاله لنا. نحن نعرف أنه يملك أكثر من 100 ألف صاروخ يصل مداها الى أي مكان في اسرائيل، وبعضها قادر على اصابة المطارات وأهداف اخرى بدقة. ومع ذلك أقول إستمعوا له. الكثير منا يميلون الى نسيانه أو خداع النفس بأننا استطعنا ردع حزب الله ومنعه من مواجهتنا مرة اخرى. هذه الفرضية تحتاج الى فحص من جديد.
من الصعب ردع منظمات ارهابية. فأفق التخطيط لديها بعيد، وهي مستعدة لتقديم الضحايا انطلاقا من القناعة بأنهم سينتصرون في الحرب.
إن اسرائيل بعد أن عانت من عمليات ارهابية متكررة بدأت تفهم أن الردع لا يتم من خلال منع تهديد الارهاب بل من خلال زيادة السنين بين موجة ارهابية واخرى. بعد كل عملية ضد حماس في غزة – "الرصاص المصبوب" و"عمود السحاب" – آمنا أن حماس في غزة سترتدع عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل، وفي كل مرة اتضح أننا اخطأنا. والآن للمرة الثالثة، في عملية الجرف الصامد، فان الهدف هو تحقيق بضع سنوات من الهدوء قبل الهجوم التالي لحماس.
في هذه الحرب التي استمرت خمسين يوما، أطلقت حماس والجهاد الاسلامي أكثر من 4 آلاف صاروخ على اسرائيل، ملايين الاسرائيليين اضطروا للاختباء، ومطار بن غوريون أغلق ليوم. هجوم حماس والجهاد الاسلامي قد يشكل صورة مصغرة لما قد يحدث اذا قرر حزب الله الهجوم على اسرائيل بالصواريخ.
الفكرة أن منظمات الارهاب التي حصلت على الصواريخ لن تقوم باستعمالها وستتركها تصدأ، لا يمكن تقبلها، والفكرة أن حرب لبنان الثانية وقصف الضاحية في بيروت من قبل سلاح الجو قد نقل لحزب الله رسالة تردعه عن الهجوم على اسرائيل، من الضروري الغائها. الاستفزاز الذي يقوم به حزب الله على الحدود الشمالية مؤخرا هو نداء للتأهب.
رغم أن حزب الله غارق في الحرب الاهلية في سوريا إلا أنه لم يستخدم حتى الآن الصواريخ. فهو يحتفظ بها لاهداف في اسرائيل. واذا قرر هذا التنظيم أن يهاجمنا فمن المتوقع انضمام حماس اليه. تركنا وراءنا بعض الامور التي لم تكتمل عندما وافقنا على وقف اطلاق النار مع حماس. فلم يفكك سلاح حماس. ويمكن الافتراض أن حماس تتسلح من جديد في هذه الاثناء. وقد نضطر الى الدخول في حرب في جبهتين.
القبة الحديدية لا تشكل ردا كاملا لهجوم واسع من الصواريخ. هي تستطيع الدفاع عن عدة أهداف ذات قيمة، لكن ليس الدفاع عن جميع المواطنين.
تهديد الارهاب من الشمال ومن الجنوب على كل المواطنين في الدولة، هذه مشكلة خاصة لاسرائيل ومحظور أن تبقى بدون حل لفترة من الوقت. للاسف الشديد فان فرصة القضاء على الخطر من قطاع غزة تم تفويتها في العملية الاخيرة. معالجة الصواريخ كان يجب أن تكون أهم من معالجة الانفاق، وقد بقينا الآن مع تحديات في الجبهتين.
مع كل الاهتمام الذي أعطي في الاشهر الاخيرة لداعش، والخطر الذي يمثله للدول المحيطة، فقد ازداد الميل الى نسيان حزب الله الذي هو المنظمة الارهابية الاقوى في المنطقة وهو يشكل الخطر الفوري لاسرائيل، سوريا ولبنان ما بقي يملك الصواريخ ولم يتم تفكيكها، ولا يمكن استمرار الاستقرار في المنطقة. إستمعوا لنصر الله.