الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اسرائيل "مرشد" "حزب الله"!

اسرائيل "مرشد" "حزب الله"!

05.05.2013
احمد عياش

النهار
الاحد 5/5/2013
من المثير للغرابة ان يؤدي تورط "حزب الله" في سوريا الى جعل مسؤوليه فاقدين للمشاعر الانسانية بشكل مريع مما يعيد الى الاذهان ما جرى في لبنان عام 1982 عندما تواطأ لبنانيون مع اسرائيل لتنفيذ مذبحة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيميّ صبرا وشاتيلا في بيروت فأزهقت ارواح المئات من سكان المخيميّن ما جعل من المجزرة واحدة من المجازر الاشهر في التاريخ. وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم في سوريا فيجعل من بلدة البيضا ببانياس في مصاف هذه المجازر وواحدة من سلسلة مماثلة من المجازر التي تتوالى في سوريا منذ آذار عام 2011. واذا كان بطل مذبحة صبرا وشاتيلا قبل 31 عاما هو ايلي حبيقة الذي عمل لدى الاسرائيليين اولا ثم لدى السوريين ايام حكم حافظ  الاسد فأن دور الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله يبدو مماثلا في سوريا حيث يتحمل المسؤولية  عن التورط في سفك الدماء هناك. واذا كان حبيقة قد وصل للعمل لدى الاسد الاب آتيا من رب عمل آخر هو اسرائيل فان نصرالله وصل الى الاسد الابن آتياً من عند المرشد الايراني، وكلاهما يعملان في خدمة أرباب عمل لا صلة لهم بلبنان. وربما يحق للبعض ان يرد على هذا الكلام فيشير الى العداء العميق بين "حزب الله"واسرائيل وهذا أمر يستوجب الاهتمام، خصوصا وان الانباء امس عن الغارة الاسرائيلية تحدثت عن قصف قافلة اسلحة سورية الى الحزب بعدما انطلقت الطائرة او الطائرات المغيرة عبر الاجواء اللبنانية. لكن من قال ان الاعداء لا يتواطئون بين بعضهم البعض اذا ما اقتضت مصالحهم ذلك؟ ولتقريب الصورة يجب قراءة ما كتبه المنظّر الاميركي المحافظ الشهير دانييل بايبس في "الوشنطن تايمز" في 11 نيسان الماضي تحت عنوان "قضية للاسد" وفيه دعوة "الحكومات الغربية الى دعم الديكتاتور بشار (…) فقوى الشر تنذر بخطر أقل ضدنا اذا كانت في حرب ضد بعضها البعض". ثم تأتي مجلة "فورين بوليسي" في عددها الحالي لشهري أيار وحزيران لتكشف المستور في اغتيال القائد الكبير في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق يوم 12 شباط 2008. وفي الرواية التي كتبها مارك بيري نجد ان الحزب  يتهم ضمنياً اللواء آصف شوكت، احد رموز النظام السوري الحالي والذي قتل في انفجار، بالضلوع في اغتيال مغنية. ويسأل الكاتب: "هل كان شرط اسرائيل (عام 2008) لتطبيع العلاقات مع سوريا انهاء البرنامج النووي وموت مغنية؟".
في لعبة الامم هناك لاعبون وملعوب بهم. هل ينتبه "حزب الله" انه لم ولن يرتقي يوما الى مصاف اللاعبين؟ من يستشرف الاحداث الصاخبة في سوريا اليوم لا يرى استحالة ان يأتي يوما ما  نظام يتولى مثلما فعل آل الاسد الذين انهوا الثورة الفلسطينية في لبنان فينهي النظام الآتي حزب الله ويتولى مباشرة تجريده من سلاحه. أما اسرائيل العدوة فهي اليوم في موقع المرشد للحزب فتغير بطائراتها لتؤكد له ان دور سلاحه هو في سوريا فقط!