الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اصطفاف غريب عجيب!

اصطفاف غريب عجيب!

21.05.2013
صالح القلاب

صالح القلاب
الرأي الاردنية
الثلاثاء 21/5/2013
غريب هذا الذي يجري فالذين انحازوا إلى جنرالات صربيا في حرب البلقان الأخيرة هم أنفسهم الذين ينحازون الآن إلى بشار الأسد وإلى حسن نصر الله والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني فالبعد الطائفي المفتعل هو العامل المشترك بين الماضي والحاضر ثم وأن الأدهى والأمر أن البعض ينظر إلى موسكو الحالية ،موسكو جورباتشوف ويالتسن وبوتين، على أنها القلعة التقدمية في مواجهة الإمبريالية العالمية مع أن «الإنجاز التاريخي» لهؤلاء أنهم دمَّروا الإتحاد السوفياتي وأنهم قضوا على حزب ماركس ولينين وأنهم أنهوا ما كان يسمى المنظومة الإشتراكية.
إن المعروف أنَّ هناك حسابات طائفية غير صحيحة هي التي تدفع البعض للإصطفاف إلى جانب بشار الأسد في حربه ضد شعبه التي تشارك فيها روسيا بوتين ولافروف وليس روسيا لا لينين ولا ماركس وحتى ولا ستالين لكنه مستغرب وغير معروف لماذا يؤيد بقايا الشيوعيين العرب حرباً ظالمة ،تشارك فيها إيران، تقدر أعداد ضحاياها بأكثر من مائة ألف من بينهم أعداد هائلة من الأطفال الأبرياء ويدافعون عنها وعن أصحابها على هذا النحو؟!.
في حديثه الأخير لصحيفة «أرجنتينية» لم يتردد بشار الأسد ولم يرمش له جفن وهو يعترف بأن عدد قتلى هذه الحرب التي يشنها على الشعب السوري لم يتجاوز السبعين ألفاً وهنا فإنَّ المؤكد أنَّ الذين يدافعون عن هذا النظام بإسم «التقدمية»!! وبدوافع «طائفية» مفتعلة لا أساس لها من الصحة ينظرون إلى هذه الأعداد كمجرد أرقامٍ لا تعني بالنسبة إليهم كمْ يترتب عليها من ويلات ومآسٍ ومن أرامل وأيتام وأطفالٍ بُترت أيديهم وأقدامهم وحُطِّمت جماجمهم.
لأكثر من ستة شهورٍ بقيت الإحتجاجات التي فجرتها جريمة التبشيع بأطفال درعا تتخذ طابعاً سلمياً لم يخالطه أيُّ عنف ولقد كان من الممكن ان تستمر هذه الإحتجاجات على هذا النحو لو لم يتصدَّ لها هذا النظام الذي لديه قناعة راسخة عبَّر عنها مراراً إنْ في عهد الأب وإن في عهد هذا الإبن بأنه لا يجوز التعامل مع هذا الشعب إلاَّ بالرصاص وبالكرابيج والسياط وإلاَّ بالزنازين الإنفرادية وعلى غرار ما كان جرى في «حماه» عام 1982 وقبل ذلك وبعد ذلك.
إنه قد يكون مفهوماً أنْ يتذرع مصابٌ بـ»فوبيا» المخاوف الطائفية لتأييد حرب الإبادة هذه التي يشنها هذا النظام على شعب من المفترض أنه شعبه ويستكثر أن يُقتل منه سبعون شخصاً فقط وليس سبعين ألفاً أمَّا ما هو غير مفهوم هو أنْ يبادر باقي ما تبقى من الشيوعيين العرب إلى تبني موقف الذين يعتَبرون إمتداداً للذين دمَّروا الإتحاد السوفياتي وقضوا على المنظومة الإشتراكية والذين قاموا بكل ما قاموا به ضد دولة ونظام وتجربة حزب ماركس ولينين بدعم معلن من الغرب والولايات المتحدة و»الإمبريالية العالمية» فإنَّ هذا مثير للضحك أكثر من إثارته للإستغراب.
وهنا فإنه لابد من تذكير الذين يبررون إنحيازهم لنظام طائفي أوغل في ذبح شعبه على هذا النحو وبهذه الطريقة الفاشية بمخاوف طائفية مفتعلة أنَّ جيش هذا النظام نفسه بقي يقصف منطقة الأشرفية المسيحية بالصواريخ وبالمدفعية الثقيلة لأكثر من ثلاثة شهور متلاحقة وأنه إغتال من أبناء هذه الطائفة الكريمة خيرة الخيرة وكذلك الأمر بالنسبة للطائفة الدرزية ثم وأن المعروف أنَّ المسيحيين بقوا يتمتعون بما كان يتمتع به أشقاؤهم المسلمون وأكثر على مدى فترة ما بعد الإستقلال وعندما لم يكن هناك لا حافظ الأسد ولا نظامه ولا نظام إبنه هذا الذي شهدت سوريا في عهده «الميمون»!! مالم تشهده لا في عهد «تيمورلنك» ولا في عهد غورو!!.