الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اطفال سوريا يستغيثون بالعالم

اطفال سوريا يستغيثون بالعالم

11.01.2014
د. صالح الدباني


امريكا
القدس العربي
الجمعة 10/1/2014
يتسلل الموت إلى مضاجع الاطفال السوريين في ملاجئهم تحت الارض من كل صوب ، قلت حيلتهم وضعفت مقدرتهم جوعى لا يسمعون إلاعويل امعائهم الفارغة يفترشون الجليد وقاء ويلتحفون الصقيع رداء، ويسأل بعضهم بعضا لماذ نحن يختارنا الموت من بين عالم الاطفال؟ ماذا فعلنا حتى يحكم علينا بالعذاب الطويل والموت البطيء؟ لماذا ينام اطفال العالم نوما هادئا عميقا شباعَا في دفء وامان ونحن لا ننام نومة عميقة إلا نومة الممات؟ لماذا لا يوقف العالم هذا الدكتاتور الدموي المتهور الذي يرسل علينا طيرانا يرمي منه علينا براميل الموت؟
اسئلة تبحث عن أجوبة في اروقة الساسة وصناعي القرار، انقذوا براعم وزهورا يسقيها بشار بالسم القاتل انقذوا ما تبقى من وطن عاث ويعيث فيه المجرمون خرابا انقذوا شعبا صامداَ يستحق العيش كغيره من شعوب اهل الارض، ان التدخل لانقاذ الشعب السوري من محنته اهون بكثير من عدم التدخل، والتضحية بنظام دكتاتوري فاسد اكثر ربحا من خسارة شعبا ابياَ انتفض من اجل العيش الكريم، ان كانت كرامة الانسان هي من اولويات قادة العالم الحر كما يدعون فلماذا المماطلة والتعطيل والتأخير والتفكير إذا كانت الوقائع على الارض تثبت جرائم نظام تجرد عن كل معاني الانسانية والاحساس البشري لم تعد الامهات في الملاجئ يبكين من فقدن من افلاذ اكبادهن واحبتهن بل ينعين من الخوف على من تبقى بين احضانهن من ان يلقوا مصير من سبقوهم، فالكل حيثما كان ينتظر دوره في طابور الموت الذي لا نهاية له، لم يعد هناك من مكان امن، إذا ما سرق النوم عين الأم في سراديب واكواخ اللجوء لبرهة من الزمن تنهض من فزع لتتحسس على من تبقى من اولادها، لم تعد رائحة الموت تخيف ولا لون الدم ولا حتى المقابر حيث اصبحت بين الشعب السوري والمقابر صحبةَ وحميمة بمواعيد لا تنقطع بزف الشهداء اليهن ليلا ونهارا صغارا وكبارا لا ندري اي متعة جنونية أصيب بها هذا النظام الدموي القمعي الوحشي عندما يقتل العشرات بلا تمييز، لا يعد اليوم يوما في حسابات ايامه ان لم يكن القتلى قد تخطى المائة. اي شهية للقتل وعطش للدماء اصيب بها هذا النظام الاجرامي بقتل الشعب بالجملة؟ اصبح القتل لديه كوجبات الطعام السريعة لايستطيع التوقف عنها لقد ادمن على إحتساء دماء الاطفال من خلال تمزيق اجسادهم عبر البراميل الحارقة الملقاة على رؤوسهم من طيرانه التي طالما تغنى به. هؤلاء الاطفال بالامس القريب كان حماة للوطن والديار ولكن المعادلة تغيرت واصبحت الحالة بعد ذلك مصدرا للموت بدك الديار على رؤوس الكبار والصغار.