الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اطلاق المخطوفين اللبنانيين: دور قطر ومعايير لبنان

اطلاق المخطوفين اللبنانيين: دور قطر ومعايير لبنان

22.10.2013
رأي القدس
رأي القدس


القدس العربي
الاثنين 21/10/2013
تثير قضية تحرير مخطوفي اعزاز اللبنانيين التسعة التساؤل مجدداً حول النفوذ السياسي القطري اقليمياً وعربياً والذي تعرّض لهجمات سياسية واعلامية مركزة نتيجة دوره في الثورات العربية من تونس وليبيا واليمن الى مصر وسورية.
يأتي اطلاق مخطوفي اعزاز اللبنانيين لإبراز هذا التأثير مجدداً، بعد ان تمكنت الدبلوماسيات القطرية والتركية واللبنانية من حلحلة عقدة استمرت 17 شهراً، قام على اثرها ‘لواء عاصفة الشمال’ باطلاق سراحهم بعد ان تعثر هذا الاطلاق مرات عديدة رغم تدخل دول عديدة اخرى.
تضمنت الصفقة الافراج عن 122 معتقلة في السجون السورية وطيارين مدنيين تركيين لكنها لم تستطع اطلاق سراح المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، وهو أمر ترك انزعاجاً لدى فئات لبنانية.
أهم أسباب امتناع حل الملف كان تعنّت النظام السوري الذي رفض اطلاق السجينات اللاتي طالب بهن اللواء السوري المعارض رغم انه اعلن مبادرة حسن نية واطلق اثنين من المخطوفين في اب وايلول 2002.
وكما هو متوقع فقد تم استخدام المخطوفين التسعة في بازار التحريض ضد الثورة السورية فقد تحدث العائدون عن ‘جهنمية’ الظروف التي عاشوها رغم ان خاطفيهم سمحوا لكثير من الصحافيين بلقائهم خلال فترة احتجازهم ورغم ما يبدو عليهم من صحة جيدة.
الواضح، ايضاً، ان ضغوطاً حصلت من قبل ايران على الرئيس بشار الاسد مما أدى للافراج عن السجينات السوريات، وهو ما يدل مجدداً على أنه صار لايران اليد الطولى في القرار داخل سورية.
كان اطلاق المعتقلات مطلبا رئيسياً للمعارضة السورية اضافة الى مطلب اعتذار حزب الله عن دوره في دعم النظام السوري، وهو أمر لا ترغب الدبلوماسية الايرانية الخوض فيه بالتأكيد لأن انخراط الحزب في دعم نظام الأسد كان قراراً إيرانياً بالأساس.
يمكن اعتبار خطف اللبنانيين الشيعة واحداً من أخطاء الثوار السوريين ومساهمة في تفعيل آليات الطائفية اللبنانية ضد الثورة السورية وهو الأمر الذي تم استغلاله أسوأ استغلال وانقلب الى دعم شامل للنظام السوري.
فبعد أن كان حزب الله ينفي تدخله في الشأن السوري، ثم تبرير ذلك بالدفاع عن المزارات الشيعية المقدسة، اندفع بعدها للقتال المباشر في جبهات بعيدة كل البعد عن تلك المزارات وما انفكّ يصر على المشاركة في حرب النظام السوري ضد شعبه.
إقفال مشكلة مخطوفي اعزاز فتح الباب لتذكّر ملف المخطوفين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية منذ عشرات السنين، والفرحة التي شهدتها مناطق لبنانية معينة انعكست انتقادات شديدة في مناطق لبنانية أخرى حيث رأى أهاليها ازدواجية في معايير الدولة اللبنانية التي جندت كل طاقتها لاطلاق سراح مخطوفي اعزاز فيما لا تزال تتناسى ملف المخطوفين اللبنانيين القديم.
ففي لبنان كل الملفّات تمرّ بمصفاة الطائفية أولاً، مرفوعة، بالتأكيد، على أسّ القوة العسكرية الكبيرة لحزب الله والمهددة بقلب الطاولة على الآخرين.