الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اعتراف أمريكي متأخر بالفشل في ملف سوريا

اعتراف أمريكي متأخر بالفشل في ملف سوريا

07.06.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الخميس 5/6/2014
كل يوم يتأكد للمراقبين أن "التلكؤ والترد" الامريكيين في الملف السورى، كانا وراء تدهور الموقف على الارض واستفحال آلة الموت
فى حصد ارواح الابرياء هناك والذين وصل عددهم حسب آخر الاحصاءات الى نحو 150 الفا، فضلا عن عشرات آلاف من الجرحى والمعتقلين وتشريد حوالى اربعة ملايين داخل سوريا وخارجها.
وبالامس جاءت الشهادة بذلك من داخل الادارة الامريكية نفسها حيث قال روبيرت فورد سفير الولايات المتحدة السابق والأخير لدى سوريا، إنه ترك منصبه لعدم استطاعته المضي قدما والاستمرار بالدفاع عن السياسة الأمريكية. وأوضح في مقابلة مع شبكة (سي ان ان): لم أعد في مركز استطيع فيه أن ادافع عن السياسة الأمريكية بسوريا.. نحن لم نتمكن من معالجة جذور المشكلة سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض إلى جانب ازدياد تهديدات التطرف بالبلاد.. منوها بانه لا يوجد شيء تجدر الإشارة لنجاحه وفقا للسياسة الامريكية عدا عن إزاله نحو 93 % من الترسانة الكيماوية للأسد، ولكن الآن هو يستخدم غاز الكلور في صراعه مع خصومه. واعترف فورد: "نحن دائما متأخرون".
نحن إذن امام اعتراف صريح وشهادة امريكية رسمية بتقصير ادراة الرئيس اوباما فى التعامل مع الازمة السورية، وبالتالى فاننا لا نبالغ اذا ما اتهمنا واشنطن بالمشاركة — ولو عن غيرقصد — فى تلك المجازر التى شهدتها سوريا وما زالت، ولا نبالغ ايضا اذا ما قلنا ان الادارة الامريكية قد خذلت حلفاءها فى المنطقة، بهذا التردد و"الضبابية" التى طغت على مواقفها وتحركاتها فى ملف الازمة السورية فى الوقت الذى كانت تعربد آلات الموت فى المدن السورية وتحصد الارواح وتنشرالخراب والدمار.
كان بإمكان ادارة اوباما — ان ارادت — ان توقف التداعيات المؤسفة على الارض، وتضيق دائرة القتال هناك مع دخول العناصر الخارجية الى ساحات الحرب، وبالتالى انهاء المجازر وحماية ارواح آلاف الابرياء الذين كانوا وقود تلك الحرب المجنونة، التى بقى المجتمع الدولى امامها عاجزا للاسف ويراوح فى مقاعد المتفرجين، باستثناء ارسال المساعدات الانسانية لمن شردتهم تلك الحرب.
وهكذا يمكن القول بارتياح تام إن الارواح التى ازهقت فى سوريا والدماء التى اريقت هناك والدمار الذى لحق بمدنها، انما يتحمل بحكم — المسؤولية الاخلاقية — جزءا كبيرا منه ذلك التردد والاخفاق الامريكى، ومعه التواطؤ الدولى على اشاعة الفوضى والموت فى سوريا.