الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اعدلوا هو أقرب للتقوى

اعدلوا هو أقرب للتقوى

10.06.2013
د.محمد ناهض القويز


الرياض
الاثنين 10/6/2013
    ما يحدث في سورية من قتل للشعب السوري هو جريمة يشترك فيها النظام بكل فئاته من علويين وسنة ومسيحيين وبعثيين.
كما يشترك فيها حزب الله اللبناني ومقاتلو الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو الألوية العراقية الشيعية.
وتشترك معهم روسيا بلا شك.
هناك طرق كثيرة للرد على هذا العدوان. ولم تألُ دول الخليج جهداً في دعم المقاومة السورية كما صرحت بذلك مؤخرا إن من خلال دعم المقاومة الشرعية بالمال والسلاح، أو بإقصاء التكفيريين من ساحة القتال في سورية "فلن يزيدوا المقاومة السورية إلا ضلالا"، أو من خلال الاتصال مع القوى العالمية لمساعدة الشعب السوري والضغط على اللوبي الروسي المؤيد لسورية.
الضحية هم الشعب السوري الأعزل.
كما هي الحضارة السورية التي دكتها الطائرات.
المجرمون معروفون ومحددون بالأسماء وبالصفات.
والمستنكرون كثر حول العالم: الغرب يستنكر، والدول العربية تستنكر وكثير من شيعة سورية ولبنان والبلاد العربية يستنكرون ويتبرأون مما يقترفه النظام السوري.
إذا كان ذلك كذلك فلمَ ترتفع حناجر بعض الخطباء بالدعاء على الشيعة كل جمعة، ولمَ ينعت إخوتنا الشيعة بأعداء الله، ولمَ شحن السنة ضدهم وتصويرهم على أنهم العدو المبين.
الأسد يريدها طائفية، ويستميت في ذلك، ونحن من حيث نعلم أو لا نعلم نساعده على ذلك من خلال منابر المساجد والمنادين بالفتنة الطائفية.
إنها حرب نظام ضد شعبه وهذا النظام له حلفاء أيدهم ويؤيدونه.
الأطراف معروفة فلماذا نبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد؟
وإلى متى تُستغل المساجد والمنابر لتنفيذ أجندات الشيطان "في أفغانستان والعراق"؟
نريد أن نسمع في المساجد خطباً عن الأمانة التي ضُيعت.
وعن رفع الظلم عن المظلومين، وعن العدل في القضاء.
نريد أن نسمع عن حرمة الدم التي صارت تراق لأتفه الأسباب استجابة لفتاوى ضالة مضلة، ولا تحرك ساكناً.
نريد أن نسمع عن صلة الرحم والتكافل والإخلاص في العمل وأخلاق المسلم.
كفانا فرقة وتشرذماً.
الغريب أن من يمارس هذا السلوك كان من المنكرين على بوش الابن أخذه للمسلمين بجريرة القاعدة، وإذا بهم اليوم يأخذون الشيعة بجريرة حزب الله وحزب البعث.
ومهما تعددت الأعذار والأسباب المسوغة إلا أن الله لم يدع لنا عذراً "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". المائدة 8
لقد آن الوقت لتطهير مساجد الله من خَبَث السياسة.