الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اغتيالات في درعا.. حرب نفوذ بين روسيا وإيران 

اغتيالات في درعا.. حرب نفوذ بين روسيا وإيران 

24.11.2020
العرب اللندنية


العرب اللندنية 
الاثنين 23/11/2020 
دمشق - سلطت موجة الاغتيالات الأخيرة في محافظة درعا جنوب سوريا الضوء من جديد على صراع النفوذ المتنامي بين الروس والإيرانيين في المنطقة التي تشهد كثافة في الاستهداف الإسرائيلي لمواقع إيرانية، ومساعي حثيثة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة نفوذه بشكل كامل على تلك المنطقة الهامة. 
وتتزامن موجة الاغتيالات في وقت تضغط فيه إيران، الحليف الرئيسي للنظام السوري، على الأسد لإتمام سيطرته بشكل كامل على الجنوب، وهزيمة الجيش السوري الحر والجماعات المسلحة الأصغر في تلك المنطقة. 
وقالت مؤسسة “عرب دايجست” الاستشارية في تقرير إن الاغتيالات الأخيرة في درعا تعتبر “علامة على عمل متوازن ووحشي” في صراع النفوذ الذي تقوده إيران في الجنوب السوري. 
وينظر الإيرانيون إلى درعا، ذات الموقع الاستراتيجي القريب من الحدود مع إسرائيل والأردن، على أنها نافذة مهمة في صراعهم مع الإسرائيليين ويمكن أن تنفذ من خلالها تهديدها لإسرائيل إذا استهدفت منشآت نووية إيرانية مستقبلا. 
وتعمل روسيا التي تنشر جنودا لحفظ الأمن في درعا على إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود السورية الإسرائيلية، كما أنها تستخدم مزيجا من التكتيكات الصعبة والناعمة لتعزيز نفوذها في المنطقة، عبر إدارة العديد من المشاريع الإنسانية في محاولة لتعزيز صورة الروس كمفاوضين. 
وقال بسام بربندي، وهو دبلوماسي سوري سابق، إن إيران شجعت الأسد على استكمال استعادة السيطرة على درعا، مستشهدا باتفاقية أستانة لعام 2017 التي وصفها بأنها “حجر الزاوية” للتعاون الروسي والإيراني والتركي في شمال البلاد. 
وأضاف في تقرير سابق نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن “الروس وافقوا على تقديم ضمانات لتركيا على أرض المعركة، بما يضمن سلامتهم وقدرتهم على تحقيق أهدافهم في إدلب ومنطقة شرق الفرات، وعلى هذا الأساس تعتقد إيران أن على روسيا أن تمنحهم نفس الحقوق الإستراتيجية والأمنية في المنطقة الجنوبية لسوريا”. 
وعقد الروس مفاوضات مع إسرائيل منتصف عام 2018 لإعادة سيطرة النظام على جنوب سوريا، حيث نصت تلك المفاوضات على أن تضمن روسيا إبعاد ميليشيات إيران عن الحدود مع إسرائيل والجولان نحو 100 كيلومتر. 
وتشير مؤسسة “عرب دايجست” إلى أن الرئيس السوري يدرك جيدا المخاطر الكامنة في استفزاز الإسرائيليين، الذين شنوا المئات من الهجمات الجوية والصاروخية على النظام والميليشيات الإيرانية، كان آخرها في 18 و21 نوفمبر الجاري، حيث من المفترض أن يجد طريقة للحفاظ على استرضاء حلفائه الإيرانيين أثناء موازنة توقعات ومخططات الروس. 
وبحسب مقال نُشر على موقع الأوبزرفر السوري، أبرم ضباط من الفرقة الرابعة مدرع برئاسة ماهر الأسد اتفاقات مع مقاتلي تنظيم داعش السابقين لتنفيذ اغتيالات في محافظة درعا. واستشهد المقال بما أسماه “مصادر خاصة” قولها إن تلك الصفقات تستند إلى استجابة لطلب المقاتلين بالإفراج عن رفاقهم المحتجزين لدى الفروع الأمنية، تتضمن “سنطلق سراح سجين يهمك مقابل كل اغتيال تقوم به وفوضى أمنية تصنعها في الجنوب”. 
وتشير المصادر إلى أن إبقاء الفصائل المتنافسة في حالة عدم استقرار من خلال الاغتيالات هي إحدى وسائل تحقيق غاية السيطرة وتعزيز النفوذ لكل الأطراف المتصارعة في المنطقة. 
ويقول مراقبون إن الغليان الشعبي على الوجود الإيراني في تلك المناطق من بين الأسباب الرئيسية وراء تزايد عمليات الاغتيال التي تستهدف نشطاء وعسكريين تابعين للنظام أو المعارضة على حد السواء. 
وكانت روسيا قد توسطت في اتفاق صيف 2018 على إنهاء القتال في درعا. ونظمت في الآونة الأخيرة اجتماعا مع قوات النظام وقادة سابقين في الجيش السوري الحر وقادة محليين آخرين بهدف تشكيل لجنة للإشراف على إدارة المحافظات الثلاث في أقصى جنوب سوريا، وهي السويداء والقنيطرة ودرعا. وتقول دوائر أميركية إن “هذه كانت خطوة ستجعل روسيا ‘القوة المهيمنة’ في جنوب سوريا من خلال تعزيز الحكم والهياكل العسكرية التي تسيطر عليها”.