اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ اغتيال امراة !!؟ ... زوج ثاكل ! وأب مفجوع !!؟
اغتيال امراة !!؟ ... زوج ثاكل ! وأب مفجوع !!؟
27.05.2020
يحيى حاج يحيى
لايمكن أن يمر الحديث عن المفكر السوري الأستاذ عصام العطار دون الوقوف عند اغتيال زوجته بنان علي الطنطاوي في ١٧ / ٣/ ١٩٨١م بألمانيا !؟ ودون الوقوف عند حزن أبيها الشيخ الأديب علي الطنطاوي الذي ذكرها في برنامج إذاعي مرة ، فبكاها وأبكى المستمعين بكلماته الدامعة التي غلبت عليها نبرات صوته الحزين !!
وكذلك دون الوقوف عند من بكوا زوجاتهم من القدماء والمعاصرين ، بدءاً بالشاعر جرير الذي قال : لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ - ولزرتُ قبركِ ، والحبيبُ يزارُ !؟
ولّهتِ قلبي إذ علتْني كبـرةٌ - وذوو التمائم من بنيك صغارُ ..!
ومروراً بمحمود سامي البارودي ، وهو منفي عن وطنه ، وقد بلغه وفاة زوجته ، وهو بعيد عنها :
يادهرُ ! فيم فجعتني بحليلة - كانت خلاصة عُدّتي وعتادي !؟
ووقوفاً عند شاعرين كبيرين ، أصدر كل منهما ديواناً في رثاء زوجته !
يقول عزيز أباطة في ديوانه أنات حائرة :
طوّفتُ بالبيت الحزين مسلّماً - فبكى وأوشك أن يردّ سلامي !
وجعلتُ أسألُه فلو ملك البكـا - واسْطاعه لبكى بدمع هامـي!
أعرفتِني يادارُ ؟ أم أنكرتنـي - نهْب الأسـى والبث والآلامِ!
ويقول عبد الرحمن صدقي في ديوانه من وحي امرأة :
أأُهربُ من ذكراكِ أم لستُ أهربُ - وهل من وفاءٍ أن يُجـنّ معذّبُ !
أأترك ُ هذا البيت ، قد كان عُشّنا - وكنا به إلفينِ ، والأرصُ معشبُ !
خيالُكِ لاأقوى عليه ؛ فإنه ... - وقد صار جزءاً من حياتي مُغلّـبُ !!
-----------------------------
ثم ينتهي بنا المطاف عند قصيدة ( رحيل ) للأستاذ عصام العطار في رثاء زوجته الشهيدة
( بنان علي الطنطاوي ) !!
يقول الأديب الناقد حسني أدهم جرار في كتابه ( قصائد إلى المرأة ) : تعرّض الأستاذ عصام لعدد من المؤامرات التي استهدفت حياته وحياة أسرته !؟ ففي ١٧- ٣ - ١٩٨١ م تم اقتحام شقته في مدينة آخن بألمانيا الغربية في أثناء غيابه ، وكانت زوجته في الشقة وحدها ، فضربوها خمس رصاصات ... اثنتان منها في جبهتها الشامخة !
فكانت هذه القصيدة المبكية ، وقد اختار الأستاذ حسني منها سبعة وثلاثين بيتاً ! كان مطلعها :
بنانُ ! ياجبهـة الإسلام داميةً - مازال جرحُك في قلبي نزيف دمِ !
بنان ياصورة الإخلاص رائعةً – ويا مثـال الفدى والنُّبل والكرمِ -
بنان ياأُنس أيامي التي انصرمتَ - وليس يومُك في قلبي بمنصرم!!
ويارفيفة دربـي والدُّنا ظُلمٌ .. - تشـقُّ درب الهدى في حالك الظُّلم
وياوِقائي إدا ماكنتُ في خطر .... - ويايميني وياسيفي وياقلمـي !
ثم يمضي متذكراً الأيام التي قضياها معاً في الغربة ، ومارافقها من ألم الفراق عن الأهل والوطن ، والمضايقات والتهديد ....
الكيدُ يرصـدُنا في كل منعطـف - والمـوتُ يرقبُنا في كل مُقتحم !؟
حتى سقطتِ على درب الجهاد وقد - عزّ النصيـرُ بلا شكوى ولاندم !
صريعةً برصاص الغـدر ، خالدة - في مسـمع الدهر ترتيلاً بكل فم !
وبِتُّ وحدي على الدرب العتيد، وقد - غاب الرفيقُ بجرح غيرِ ملتئِم !!
وحين يفلت الجناة ، ولايجد الحر في غربته من يواسيه ، ويدفع عنه الأذى !؟ فلا عليه أن يهتف في ألم ويأس :
فمن يُغيثُ ؟ ألا دِينٌ ؟.. ألا خُلُقٌ ؟ - من ذا يكون لمظلومٍ ومهتضم !؟
فظائعٌ ما رأى التاريخُ مُشبهها !؟ - في عالم الغاب أوفي غابر الأمم !؟
ولكن إذا أصمّتْ عدالة الأرض آذانها عن سماع الحق ونصرة المظلوم ، فإن منادي السماء ينادي : وعِزتي لأنصرنّك ولو بعد حين !!
الله أكبرُ والأقدارُ ماضيةٌ..- أين الطواغيتُ مِن عادٍ ومن إِرمِ !؟
سنصدع الليل مهما اشتد غيهبُه - ونحملُ الفجر للإنسان والأمم !
ويسألونك : متى هو ؟ قل : عسى أن يكون قريبا !!!!