الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اقتراح روسيٌّ غير مقبول !

اقتراح روسيٌّ غير مقبول !

02.07.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاربعاء 1/7/2015
تتجاهل روسيا عندما تقترح إقامة تكتل لمواجهة "داعش" يضم تركيا والأردن والمملكة العربية السعودية.. وسوريا, أن هناك تحالفاً قائماً من أجل هذه الغاية يضم أكثر من سبعين دولة من بينها هذه الدول المشار إليها باستثناء نظام بشار الأسد وأن الغارات الجوية ضد هذا التحالف الذي تُبذل الآن جهود فعلية لتحويل عملياته بالإضافة إلى ما يجري الآن إلى القوات البرية .
لقد كان على روسيا, التي كان هناك إحساس بأنها بدأت تراجع موقفها من نظام بشار الأسد والأزمة السورية, ألا تقع في هذا الخطأ الفادح فهذا الاقتراح الذي تقدمت به فُهِمَ على أنه مجرد مناورة لإدخال هذا النظام من ثقب الإبرة ولانتشاله من سقوط بات محتماً وتسويقه مجدداً كرقم رئيسي في حلَّ عقدة الأزمة السورية التي غدت مستفحلة .
إن موسكو بالتأكيد تعرف أن المعنيين بالأزمة السورية والذين بقوا يتابعونها سابقاً ولاحقاً وحتى الآن لم يفقدوا ذاكرتهم وأنهم يعرفون أنَّ إنشاء مثل هذا التحالف الذي تتحدث عنه العاصمة الروسية كان هدف نظام بشار الأسد عندما ساهم في إيجاد هذا التنظيم الإرهابي فقد توطأ معه وقد "سكت" على تمدده في سورية كلها بل وقد انسحب له من بعض المناطق التي تجذر فيها ومن بينها منطقة الرقة التي يعتبرها عاصمة دولته الشيطانية .
لم يعترف هذا النظام وهو لا يزال لا يعترف بوجود معارضة وطنية مسلحة أثبتت وجودها على الأرض ولذلك فإنه كان بحاجة وبأمس الحاجة لـ "اختراع" هذا التنظيم الإرهابي لتسويق كذبة إنه لا يواجه تنظيمات معارضة وإنما تنظيمات إرهابية وحقيقية أنَّ هذا ما أرادت موسكو تأكيده وتثبيته باقتراحها الأخير الذي من المفترض أن تسارع إلى إعادة النظر فيه إن هي أرادت أن تعزز وجودها في هذه المنطقة .
إنه من غير الممكن أن تفكر حتى مجرد تفكير أيُّ دولة من هذه الدول التي اقترحتها موسكو في الانضمام إلى هكذا حلفٍ ... إذْ هل يعقل أن يتحول الجلاد إلى ضحية وأن يُفسح المجال لنظام قتل من شعب من المفترض أنه شعبه كل هذه الأرقام الفلكية ودمر بلداً من المفترض أنه بلده كل هذا التدمير لإلتقاط أنفاسه وتمرير ما سعى إليه منذ البدايات وهو إنه لا يواجه معارضة وطنية وإنما تنظيمات ومجموعات إرهابية .
ولهذا وإذا أرادت موسكو حلاً فعلياً للأزمة السورية فإنه ليس أمامنا إلَّا أن تسارع إلى سحب هذا الاقتراح وتعود إلى "جنيف1" الذي كانت وافقت عليه لكنها ما لبثت أن أجهضته في "جنيف2" فالأوضاع في سوريا وفي هذه المنطقة لم تعد تحتمل مثل هذه المناورات المكشوفة ومثل هذه الألاعيب .. إن القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين تعرف, وهي متأكدة من هذا, أن نظام بشارالأسد قد انتهى فعلاً وأنه لابد من التمسك بحل : "المرحلة الانتقالية" وبدون أن يكون لرئيس هذا النظام الاستبدادي أي دورٍ لا في هذه المرحلة ولا في المستقبل بلدٍ أوصله حكم الأب والابن إلى ما وصل إليه !!