الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اقتراح هدنة "حلب".. لماذا؟

اقتراح هدنة "حلب".. لماذا؟

17.12.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 16-12-2014
اقترحت الأمم المتحدة خطة للهدنة في عدة مناطق سورية، بدأتها بمدينة حلب. هذا الاقتراح الذي دعا إليه دي ميتسورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، دعمته دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد أمس.
الترشيح لوقف إطلاق النار في مدينة حلب يأتي من كون هذه المدينة تشهد صراعا عنيفا بين قوات نظام الأسد ومعارضيه، ولم تتمكن أي جهة من السيطرة على المدينة شمال البلاد. وقد تفاوض دي ميستورا مع عدد من قادة النظام والمعارضة بهذا الشأن.
هذا الاقتراح يقطع الطريق على كل حل عسكري يمكن أن ينهي الأزمة الدموية في سورية. هذا الاقتراح أيضا يؤكد عزم المجتمع الدولي عدم خوض أي مغامرة عسكرية لقلب موازين القوى في سورية لصالح أي طرف هناك، والاكتفاء بكل الحلول السياسية الممكنة، إن كانت هناك حلول فعلية.
هذا التأييد من الاتحاد الأوروبي يدعم خطة ميتسورا، وقد وصفت وزيرة خارجية السويد هذا الاقتراح بالعملي والواقعي. ما يعني أن الأزمة السورية تمضي في مستوى تصاعدي مع مرور الأيام، وإن توقفت في حلب، وأن الحرب الطاحنة هناك لن تتوقف ما دام المجتمع الدولي وبعض دول الإقليم منقسمون حول آلية إيقاف الحرب، وإنهاء المأساة الإنسانية للشعب السوري.
من الصعب تخيل أي سيناريو عسكري يمكن أن يسهم في إيقاف هذه الحرب ما لم تكن هناك بدائل لنظام الأسد، هذه هي حجة إدارة أوباما لعدم التدخل العسكري، لكن الحلول السياسية من قبيل اقتراح الأمم المتحدة هذا، يمكنها أن تطيل الأزمة بدل أن تسهم في حلها، فالهدنة ستكون في حلب، ولكن ماذا عن باقي المناطق الساخنة على خارطة سورية؟
نظن أن الغرب يريد أولا التخلص من "داعش" وباقي جيوب الإرهاب من التنظيمات الأخرى المشابهة له، ولن يتبقى حينها سوى نظام الأسد وجيشه وجيوب المرتزقة من التنظيمات التابعة لإيران، وبالمقابل بقايا من الجيش الحر مع المعارضة السياسية السورية، حينها يمكن للمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن يتفاوض، أن يساوم، في مرحلة جديدة من تاريخ هذا الصراع في سورية. نظن أن الغرب يفكر هكذا، ولكن: هل هذه الرؤية تتضمن حلا أكيدا لإنهاء الصراع هناك؟ نشك في ذلك.