الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اقتراع السوريين في الأردن: الرجـاء الرفض القـاطـع!

اقتراع السوريين في الأردن: الرجـاء الرفض القـاطـع!

17.05.2014
باتر محمد علي وردم


الدستور
الخميس 15/5/2014
استعدادا للمهزلة التي سيتم تنفيذها في سوريا بعد فترة وجيزة وتتمثل في انتخابات رئاسية محسومة سلفا، من الواضح أن النظام السوري يريد أن يجعل من تلك الانتخابات مسرحا للترويج لديمقراطية مزعومة بعد ثلاث سنوات من تدمير الدولة السورية وقتل مئات آلاف الضحايا وتهجير الملايين داخليا وخارجيا. النظام السوري يريد من خلال سفيره “الوقور” في عمان والذي اثبت دائما “احترامه” للتقاليد الدبلوماسية أن يتم السماح للاجئين السوريين في الأردن أن يشاركوا في هذه الانتخابات والاقتراع في بلدنا.
المعلومات الواردة من الحكومة تفيد بوجود رفض أولي لهذه الفكرة وأتمنى أن تتحول لرفض تام ونهائي غير قابل للتفاوض. لا نريد أن تكون الأردن جزءا من هذه المسرحية المقيتة ذات النتائج المحسومة سلفا. سوف يفوز الرئيس السوري الحالي بنسبة 95% على الأقل مهما كان عدد المقترعين ومهما كانت نسبة التصويت ولهذا لا داعي لإضاعة وقت وجهد في تنظيم اقتراع لن يقدم ولن يؤخر. ما نتوقعه أيضا أن شبيحة النظام السوري في الأردن سوف يستغلون مثل هذه المناسبة لفرد عضلاتهم وعمل مسيرات أو تجمعات مؤيدة للرئيس السوري تثير استفزاز الغالبية العظمى من الأردنيين الذين لا يزالون يتمتعون بالحد المطلوب من الضمائر الحية مما قد يخلق مواجهات نحن في غنى عنها. في المقابل فإن المعارضين للرئيس السوري سيجدونها فرصة لعرض مواقفهم ومظالمهم ورفضهم لاستمرار النظام وهم على حق في هذا المطلب ولكن مثل تلك النشاطات قد تؤدي إلى مواجهات مع الجهات الأمنية أو مع المؤيدين للنظام.
نشوة النظام السوري بتحقيق انتصار عسكري جزئي سوف تزداد عندما تنتهي الانتخابات المزورة بفوز كاسح للرئيس الحالي بدون منافس. الموقف الأردني الذي بقي في زاوية صعبة من الحياد النسبي سيكون مرشحا لتقارب أكثر مع النظام السوري بعد الانتخابات لأن من مصلحتنا في نهاية الأمر استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا وتوقف خطر انتشار الفوضى الأمنية وعبث السلاح في سوريا إلى داخل الأردن إضافة إلى وجود بيئة مناسبة لعودة نسبة كبيرة من اللاجئين إلى ديارهم.
قبل 10 سنوات تقريبا نظم الأردن انتخابات للعراقيين في البلاد ولكن تلك الانتخابات وبغض النظر عن نتائجها كانت إلى حد كبير حقيقية وفيها تنافس بين أحزاب وتيارات وحركات سياسية مختلفة وتحت إشراف الأمم المتحدة. ما سيجري في سوريا لعبة سمجة لا يريد أحد أن يشارك فيها باستثناء المهللين للنظام السوري.
إذا كان المواطنون الأردنيون المقيمون خارج البلاد غير قادرين على المشاركة في انتخابات مجلس نواب بلادهم وهي انتخابات حقيقية، ما هي مصلحتنا في إفساح المجال لحدوث مهرجان تأييد استفزازي للنظام السوري في أراضينا أو الاستجابة لطلب سفير أهاننا عدة مرات؟ نرجو أن يستمر رفض الحكومة وبشكل نهائي وبدون تراجع.