الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأتـراك متفائلـون كثيـراً: ما رأي روسيا وإيران!!

الأتـراك متفائلـون كثيـراً: ما رأي روسيا وإيران!!

18.08.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
 الاربعاء 17/8/2016
كل ما يقال عن حلٍّ للأزمة السورية بات قيد التنفيذ وأصبح يقف على الأبواب لا يمكن تصديقه ولا يمكن إعتباره جدياًّ ما لم تعلن الأطراف المعنية التزامها الكامل وعلى أساس جدولٍ زمني محدد وواضح بـ"جنيف1" والمرحلة الإنتقالية وما لم توقف روسيا حربها الجوية على الشعب السوري والمعارضة السورية وأيضاً ما لم تبدأ إيران بسحب حراس ثورتها وميليشياتها المذهبية وجيوشها وجنرالتها من هذا البلد.. وتغادر بدون لا قيد ولا شرط وبلا أي مطالب لا رئيسية ولا ثانوية .
وهنا فإنَّ المهم ليس أن تحدد تركيا ثلاثة "سيناريوهات" للحل المنشود لهذه الأزمة التي غدت مستفحلة واستطالت كثيراً وأكثر من اللزوم بل أن تقبل الأطراف الفاعلة الأخرى، روسيا وإيران والولايات المتحدة .. وأيضاً المعارضة السورية ومعها الدول العربية المعنية ، بهذه السيناريوهات الثلاثة التي لو جرى التدقيق فيها لتثبت أن ما يهم "الأشقاء" الأتراك بالدرجة الأولى هو عدم قيام دولة كردية إنْ حدودية وإن داخل الأراضي التركية يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني – التركي الـ "p.k.k " الذي كان أنشاته المخابرات السوفياتية الـ "كي.جي. بي" بالتعاون مع المخابرات السورية في عهد حافظ الأسد لـ "مشاغلة" حلف شمالي الأطلسي وللتنكيد على تركيا العضو المؤسس في هذا الحلف الذي كان يقابله على الجهة الأخرى حلف وارسو الذي بعد سقوط الأنظمة الشيوعية تلاشى وأصبح نسياً منسياًّ.
إنه من حق تركيا أن تركز على مشاكلها الخاصة وأن تنظر إلى أي حلٍّ من ثقب الحرب الإستنزافية التي بقي يشنها عليها حزب العمال الكردستاني- التركي الـ "p.k.k" ولسنوات طويلة بدعم سابق ولاحق من روسيا الشيوعية وروسيا الإتحادية ومن هذا النظام القائم في دمشق وفي عهد الوالد والولد لكن ما يجب أن يأخذه الرئيس رجب طيب أردوغان بعين الإعتبار هو أنه لا يمكن التخلص من هذا الحزب الذي كان ولايزال :"بندقية للإيجار" إلا بالتخلص من بشار الأسد ونظامه وإلا بإخراج القوات الروسية من الأراضي السورية وأيضاً إلا بقطع دابر الإيرانيين وإنهاء أي وجود لهم في دولة كانت وستبقى بعداً حيوياًّ للدولة التركية وفي أي عهد .
لقد قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في حواره الأخير مع صحيفة "قرار" التركية :"إن الحلَّ في سورية قد إقترب" وحقيقة أن مثل هذا الكلام الذي يطفح تفاؤلاً أكثر من اللزوم بقي يتردد على مدى أكثر من خمسة أعوام عجاف هي عمر الأزمة السورية .. لكنَّ هذه الأزمة بقيت تسير في خطٍّ تصاعدي وبقيت تزداد مأساوية وتعقيداً إلى أن أصبحت الأمور على ما هي عليه الآن.. وأصبحت الأوضاع :"فالج لا تعالج"
ثم إنَّ بن علي يلدريم قد قال في حديثه لهذه الصحيفة التركية الآنفة الذكر:أنه لن يتم إنشاء دولة في المرحلة الجديدة تستند إلى سيادة أحد المكونات المذهبية أو العرقية أو الإقليمية ... وأنه متى تشكلت دولة في سورية لا تستند إلى مذهب معين فهذا يعني أنَّ بشار الأسد سيرحل.. "في المدى الطويل" وهنا فإن المشكلة ليست في الأقوال وإنما في الأفعال... وهكذا فإن السؤال الذي يجب أن يوجه إلى رئيس الوزراء التركي هو: هل تقبل إيران يا تُرى بإقامة دولة غير مذهبية في هذا البلد...؟ وهل تقبل روسيا بإقامة مثل هذه الدولة بدون قواعدها العسكرية ؟ وبالتالي هل سيقبل الرئيس السوري بالرحيل إن في المدى القصير وإن في المدى الطويل ؟!.